خطت دبي خطوة اضافية نحو تعزيز موقعها كلاعب رئيسي في صناعة المعارض في الشرق الأوسط عندما دشن "مركز دبي التجاري العالمي" قبل عامين التوسعات الضخمة التي اجراها بهدف ابقاء الامارة مركزاً اقليمياً في الشرق الأوسط في مجال استضافة المعارض والمؤتمرات الدولية. وبعد انجاز التوسعات، باتت دبي تمتلك اكبر مركز للمعارض والمؤتمرات في الشرق الأوسط، يضم سبع صالات للعرض تصل مساحتها الاجمالية الى 33179 متراً مربعاً. شملت التوسعات اقامة ثلاث صالات عرض جديدة تتصل بالصالات الأربع القائمة ما يسمح باستضافة معارض ضخمة تستوعب اكثر من 2000 شركة تحت سقف واحد. وتضم الصالات الجديدة نحو مئة غرفة متاخمة لصالات العرض يمكن استخدامها للاجتماعات والندوات ومكاتب لمنظمي المعارض ومراكز صحافية او مجالس للشخصيات المهمة. وتنظر دبي الى صناعة المعارض باعتبارها تجمعاً اقتصادياً منظماً تنظيماً خاصاً في مكان بارز وفي فترة زمنية محددة تعرض خلالها منتجات وسلع وخدمات لاجتذاب اهتمام الجمهور وتساعد في فتح منافذ توزيع جديدة للعارضين. كما تعتبر احدى وسائل قياس الازدهار والنمو الاقتصادي في البلاد. وتحتل سياسة تنشيط المعارض حيزاً مهما من التوجهات الحالية لامارة دبي لأسباب عدة من بينها اهمية المعارض في عملية التسويق وترويج السلع والخدمات. ويتزامن مع اقامة بعض المعارض تنظيم ندوات تخصصية حول موضوع المعرض، ما يجعل مثل هذه المعارض والندوات ملتقى لعدد كبير من مسؤولي التسويق في الشركات المحلية والدولية. كما تساعد المعارض في تنمية وعي المستهلك الوطني وتطوير ذوقه وخبرته الاستهلاكية اذ تتيح له فرصة مثالية للاطلاع على آخر المبتكرات والتطورات في عالم الانتاج، اضافة الى ان الفعاليات المرافقة لاقامة المعارض تخلق طلباً فعالاً ومتزايداً على معظم النشاطات والخدمات كالفنادق والمطاعم ووسائل المواصلات فيما تفتح المعارض المجال امام الصناعيين للاطلاع على احدث الآلات والمعدات الصناعية، وتحفز الصناعات الوطنية على تحسين انتاجها. وتمتلك دبي مقومات عدة تؤهلها لاحتلال مكانة مرموقة في مجال تنظيم المعارض التجارية الدولية، ويشمل ذلك بنية اساسية متكاملة ونمواً تجارياً عالياً وقائمة صناعية واعدة وشبكة خدمات قوية تشمل المؤسسات المالية والمصرفية والخدمية الاخرى. ويعزز ذلك وجود عدد من المراكز التجارية المنتشرة في الاماراة وافتتاح شركات عالمية عدة فروعاً ومراكز اقليمية لها في دبي. وتمكن عملية انشاء الصالات الجديدة المتعددة الاستخدامات التي يمكن تحويلها الى قاعات كبرى للمؤتمرات من استضافة اكبر وأهم المؤتمرات العالمية. وهو ما كانت دبي تفتقر اليه نظراً الى عدم وجود مركز ضخم للمؤتمرات الدولية فيها. ويقول القائمون على المركز ان هذه التوسعات تهدف في الدرجة الأولى الى تحويل دبي الى مركز المؤتمرات الرئيسي في المنطقة بعدما حققت الريادة في مجال استضافة المعارض الدولية وتنظيمها. وصممت القاعات الجديدة التي سيتم تدشينها قريباً بطريقة مرنة تتيح استضافة المعارض والمؤتمرات. وعند فتح الجدار المتحرك الفاصل بين الصالتين الثالثة والرابعة تتوافر مساحة ضخمة تصل الى 8280 متراً مربعاً بارتفاع عشرة امتار يمكنها استضافة مؤتمر ضخم يصل عدد المشاركين فيه الى 8000 شخص. ويعتزم "مركز دبي التجاري العالمي" وضع خطة تفصيلية السنة المقبلة للمعارض التي ينظمها ويستضيفها بهدف اجراء تقويم شامل لكل المعارض التي تقام في قاعات المركز وتنميتها وتطويرها لتصل الى افضل المستويات العالمية ولتحتل مكانة مرموقة على خريطة ابرز المعارض العالمية المتخصصة. وتتوقع ادارة المركز حدوث زيادة سنوية في عدد الزوار تتجاوز 20 في المئة في السنوات القليلة المقبلة وان تزيد مساحات معظم المعارض خصوصاً معارض الصحة والكومبيوتر والمفروشات بمعدل نمو يتجاوز 35 في المئة. ويقدر عدد ايام الاشغال في صالات "مركز دبي التجاري العالمي" السبع بنحو 150 يوماً على مدار العام. ويصنف بپ"جيد جداً" على المستوى الاقليمي و"جيد" على المستوى العالمي بالنسبة لمساحة صالات المعارض، ويتوقع ان يرتفع هذا التصنيف مستقبلاً مع التوجهات الهادفة الى ابقاء المعارض مستمرة حتى في اشهر الصيف. وعلى رغم التوسعات التي ادخلت على صالات العرض في مركز دبي التجاري الا ان ادارة المركز لا تزال تواجه مشكلة في تأجير الصالات خلال اشهر آذار مارس ونيسان ابريل وتشرين الأول اكتوبر وتشرين الثاني نوفمبر. اذ تسعى جميع الشركات المنظمة الى اختيار هذه الاشهر التي تعتبر موسم المعارض في دبي، وهو ما يدفع الشركات الى حجز اماكنها قبل فترة تصل احياناً لأكثر من سنة من موعد تنظيم المعرض.