أنهت الصحافة الالمانية "شهر العسل" مع المستشار غيرهارد شرودر واجمعت في افتتاحياتها امس الاربعاء على ضعف أدائه في الخطاب الذي افتتح به اول من امس الدورة الجديدة للبرلمان حيث يتمتع بغالبية نتيجة الانتخابات الاخيرة. وتركزت الانتقادات في صحف اليسار قبل اليمين، على غياب التصوّر الواضح في الخط السياسي الوسطي الذي بنى عليه المستشار اليساري برنامجه المستقبلي. ورأت صحيفة "هاندلسبلات" ان خطاب شرودر اضفى صورة باهتة على خطه السياسي وجعله يفتقد الى الزخم الذي انطلق به سلفه هلموت كول في بداية عهده. اما صحيفة "راندشو" الصادرة في فرانكفورت والمحسوبة على اليسار فرأت ان المستشار "لم يبد اخضر بل مائلاً للاحمرار" في اشارة الى تركيز شرودر على القضايا الاجتماعية واهماله المسائل البيئية التي ينادي بها حلفاؤه في حزب "الخضر". وكان شردور الذي يقود ائتلافاً حكومياً مع الخضر، ركز في خطابه على مكافحة البطالة والعدالة الاجتماعية كقضيتين تحتلان اولوية في سياسته. لكنه لم يحدد اهدافاً واضحة ولا وسائل معينة للوصول الى الاهداف واكتفى بقراءة العموميات الواردة في خطابه "ببرودة شديدة خلت من اي حماس او اندفاع"، كما لاحظت الصحف وبينها "الغيماين زايتونغ" التي رأت ان "لا رؤية واضحة ولا شيء يجذب الاهتمام" في خطاب المستشار. ولاحظت "هاندلسبلات" ان المستشار ركز كثيراً على العمل خطوة خطوة وعلى المدى الطويل للوصول الى اهدافه، علماً ان تحالفه يتقدم في البرلمان بواحد وعشرين مقعداً على خصومه ما كان يفترض ان يؤهله لوضع خط عمل حاسم، لكنها خلصت الى الاعتقاد ان شرودر يفتقد الى الجرأة الكافية للعمل السياسي. ولم تقتصر الانتقادات لشرودر على الداخل بل تعدته الى الدول الاوروبية وخصوصاً بريطانيا حيث انبرى زعيم المحافظين وليام هيغ منتقداً كلام شرودر عن الوحدة الاوروبية. ورغم ان المراقبين في لندن عزو هجوم هيغ الى العلاقة المتينة بين شردور ورئيس حكومة العمال البريطاني توني بلير، فان زعيم المحافظين سعى الى تأليب الرأي العام في بلاده ضد التحالف الجديد بين لندن وبون مركّزاً هجومه على كلام المستشار الالماني عن ضرورة تحقيق العملة الموحدة مقدمة لكونفيديرالية اوروبية ستسعى المانيا الى ارساء دعائمها خلال رئاستها الدورية المقبلة للاتحاد. وأشار هيغ الى ان كثيرين في بريطانيا يخشون من ان تؤدي العملة الاوروبية الموحدة الى فقدان لندن استقلاليتها واضطرارها الى السير في ركاب سياسة اوروبية ترسم معالمها خارج بريطانيا.