بغداد، نيويورك - أ ف ب، رويترز - وجه نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان انتقادات حادة الى مجلس الامن واكد انه "لم يقم بأي خطوة" على صعيد رفع العقوبات على رغم "اثبات العراق جديته وتعاونه" خلال الاعوام الثمانية الماضية. واكدت الاممالمتحدة من جهتها في اعقاب محادثات نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز مع الامين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان ان "الحوار مستمر مع بغداد"، فيما اعلنت الوكالة الدولية للطاقة النووية ان العراق لم يعد يمثل تهديداً نووياً وانها ترجح خلوه من الاسلحة النووية. وقال رمضان في كلمة امام المغتربين العراقيين نقلتها الصحف العراقية امس ان "من العيب على مجلس الامن ان يصدر قراره 1194 بعدم مراجعة موضوع رفع الحصار بعد ان مضى عليه اكثر من ثماني سنوات". واضاف انه "على رغم تنفيذ العراق كل التزاماته فإن مجلس الامن لم يتقدم بأي خطوة في اتجاه رفع الحصار الظالم". واكد رمضان "ان العراق اثبت جديته وتعاونه مع مجلس الامن واللجنة الخاصة خلال ثماني سنوات". وقال، في اشارة الى اعترافات المفتش الاميركي السابق في اللجنة الخاصة المكلفة تدمير الاسلحة العراقية سكوت ريتر عن تعاون اللجنة مع اسرائيل "ان ما قاله العراق قبل ثماني سنوات اصبح واضحاً الآن، اذ اعترف الجواسيس في اللجنة الخاصة بعلاقاتهم المريبة بالمخابرات الاميركية والصهيونية".وكان ريتر كشف ان اللجنة الخاصة استفادت من مساعدة اسرائيل النشطة في جهود نزع الاسلحة العراقية خلال السنوات الاربع الاخيرة. وتأتي تصريحات رمضان في الوقت الذي اختتم فيه نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الاربعاء محادثات في مقر الاممالمتحدة في نيويورك لم تسفر عن التوصل الى صيغة لحل الازمة في شأن عمل المفتشين الدوليين. وأعلن عزيز في تصريحات نقلتها "وكالة الانباء العراقية" امس ان براكاش شاه المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي انان سيعود الى بغداد لمواصلة المناقشات مع القيادة العراقية في شأن مبادرة انان لحل الازمة بين العراق ومفتشي نزع الاسلحة.واشار عزيز الى ان محادثاته مع انان كانت "مفيدة ومهنية وبناءة". واضاف "اننا نثق في الامين العام للامم المتحدة وندعم جهوده الايجابية التي تتماشى مع نص وروح ميثاق الاممالمتحدة ومع نصوص قرارات مجلس الامن وليس لدينا اي خلاف معه".وانتقد عزيز الولاياتالمتحدة من دون ان يسميها متهماً إياها بأنها "تدفع من خلال تحركات نحو التأخير" في اجراء المراجعة الشاملة. واكدت الاممالمتحدة مساء الاربعاء ان "عملية الحوار ستستمر" مع بغداد بعد محادثات طارق عزيز في نيويورك. وقال الناطق باسم المنظمة الدولية فريد ايكهارد في ختام اللقاء ان "الاجتماع جرى في جو بناء"، مضيفاً ان "الطرفين اتفقا على مواصلة عملية الحوار". واضاف ايكهارد ان عزيز "قدم ضمانة ... بأن العراق مستعد للعمل بطريقة جدية ومحترفة مع الاممالمتحدة لحلحلة الوضع الحالي والسماح بإجراء مراجعة شاملة للمشكلة". من جهة اخرى جددت الوكالة الدولية للطاقة النووية التأكيد ان العراق لم يعد قادراً على امتلاك سلاح نووي، لكنها لم تضمن ان تكون قد عثرت على كل شيء.واوضحت الوكالة في بيان صحافي يوجز تقريرها الى مجلس الامن انها "لم تعثر على اي مؤشر الى توصل العراق الى انتاج اسلحة نووية".ولا تملك الوكالة اي مؤشر ايضاً في شأن "احتفاظ العراق بالقدرة المادية على انتاج مواد تستعمل لانتاج الاسلحة النووية او ان يكون قد حصل على مثل هذه المواد سراً".