تلقيت رسالة رقيقة من المناضل المخضرم والوطني الكبير الأخ عيسى نخلة ممثل الهيئة العليا لفلسطين العريق في نيويورك يحثني فيها على المضي في الكتابة عن قضية فلسطين، وخصوصاً عن المسجد الأقصى والأماكن المقدسة المسيحية والتحذير من الأخطار التي تهددها من قبل المؤامرة الصهيونية الخبيثة. ولمناسبة ما نشرته أخيراً من مقالات عن هذا الموضوع الحساس والخطير أرسل لي الأستاذ عيسى صورة عن مقال لمحام وصحافي يميني متطرف هو نداف شرغاي نشر في "هاارتس" 17/9/1998 بعنوان ليعود الهيكل كما كان لمناسبة انعقاد مؤتمر ما يزعم أنه "الهيكل المقدس" إذ بلغ عدد الحضور 20 ألف شخص ونظراً لخطورة ما جاء فيه، ونزولاً عند رغبة المناضل المخضرم أعيد نشر عدة مقتطفات من هذا المقال لتنبيه العرب والمسلمين الى خطورة المؤامرة التي تدبر للمسجد الأقصى المبارك. غرشون سلمون الذي يعرف رغم آرائه الحازمة حول "جبل الهيكل" فإنه يحافظ على القانون فاجأ الحضور بخطابه الحربي وقال: ان اعطاء الجبل للأوقاف الإسلامية في عام 1967 "عملية خيانة وتفريط" وقال "لن نتنازل أبداً عن جبل الهيكل". وأضاف "مهمة هذا الجيل هي تحرير جبل الهيكل المقدس وإزالة الرجس والنجاسة عنه"، "لن تنجحوا في وقف شعب اسرائيل على أبواب جبل الهيكل". أضاف محذراً "اننا سنرفع راية اسرائيل فوق الحرم، لا صخرة ولا قبة ولا مساجد بل علم اسرائيل، فهذا واجب مفروض على جيلنا". وقال موجهاً كلامه للشبان: "هلموا الى جبل الهيكل وقاتلوا من أجله، ليس في القاعات أو بالأقوال سيحرر الهيكل وإنما بالإرادة والعزيمة وبسواعدنا نحن سنشيده. كفى للخيالات الخلاصية حول الهبوط الى الهيكل من السماء، هدفنا هو رد مذبح اسرائيل المقدس الى بيته في جبل الهيكل. ليست عملية أوسلو وإنما عملية القدس لخلاص اسرائيل، نحن مدعوون الآن للتضحية بأنفسنا وأرواحنا". بعد أقوال سلمون تم بث فيلم قديم على شاشة ضخمة شوهد به موشيه ديان وهو يجلس برفقة عدة شخصيات عربية ويأكل قطعة من الدجاج. ديان، لمن قد نسي، هو الشخص الذي صمم وصاغ الواقع القائم السائد في جبل الهيكل منذ 31 عاماً، إدارة إسلامية وزيارات يهودية فقط من دون الصلاة أو العبادة اليهودية في المكان، صرخات السخرية والاستهزاء التي تصاعدت من القاعة صمت الآذان تماماً مثل الصفارات والاحتجاجات التي تعالت أثر بث صور نادرة لإخلاء اليهود الملتفعين برداء العبادة من باحة الحرم جبل الهيكل التي كانت قد التقطت بواسطة عدسة تليسكوبية من جبل الزيتون. في وقت متأخر حدث المطرب موشيه غينات الحضور عن حلمه في أن يكون بين مستقبلي المخلص "بالأهازيج"، نائب وزير التعليم موشيه بيلد الذي لم يشارك في الحدث وإنما أرسل تهانيه للحضور، قال في برقيته "تعميق قيم الهيكل في جهاز التربية والتعليم كله هو أحد الخطوات المهمة والتربوية التي يتوجب القيام بها في أوساط شعب اسرائيل". أما يهودا عصيون فقد اقترح انشاء "سنهدرين صغيرة تتولى من الآن بلورة مبادىء عودة شعب اسرائيل الى جبل الهيكل" سنهدرين تعني مجلس الحاخامات والحكماء. ولن أكمل ما جاء في هذا المقال الذي يرسم صورة واحدة من صور المخططات الصهيونية لهدم المسجد الأقصى المبارك لبناء هيكل سليمان مكانه، وسط حشد شعبي متزايد وتأييد حكومي ضمني. فهل يتنبه العرب قبل فوات الأوان، وهل ينهض المسلمون من كبوتهم قبل أن يداهمهم فيضان "الهيكل المزعوم"؟؟
خلجة من الراحل ابراهيم ناجي: أيها الساهر تغفو تذكر العهد وتصحو وإذا ما التأم جرح جد بالتذكار جرح فتعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو!