تتربّع هذه السنة على عرش الجمال في لبنان ملكة لا تتألق بجمالها الأخّاذ فحسب، بل تأسر بذكائها وشخصيتها النابضة حياة وحماسة. هذه هي كليمانص أشقر ملكة جمال لبنان لسنة 1998. وإذا كان "الجمال الذي يُعشق هو الذكي"، كما يقول أنسي الحاج، فإن كليمانص تجمع الى الجمال الثقة بالنفس والطموح الواسع والواقعي في آن، والأفكار الرصينة والمنفتحة. ولعل أهم ما يميّز الملكة الجديدة أنّها تضع نصب عينيها الزرقاوين أهدافاً بيئيّة واجتماعية صمّمت على تحقيقها فعلاً... لا على ابقائها مجمّدة ضمن إطار الشعارات الرنّانة. وهي بحماستها تشبه ملكة النحل النشيطة المصممة على العمل بكدٍّ وجدية والتعاون مع الجميع كي تجني موسماً وافراً ستزرع بذوره طوال سنة كاملة. في الحوار الذي أجرته معها "الحياة" في بيروت بدت الملكة عبر اجاباتها صبيّة رقيقة وصلبة في آن وساحرة قلباً وقالباً. إنها الملكة التي سيتبدّل معها المثل الشائع ليصبح "كوني جميلة و... تكلمي". يعني اسم كليمانص في العربية التسامح والرحمة والرأفة، إلى أي مدى أنتِ تتمتعين بهذه الصفات؟ - التسامح أمر أساسي جداً بالنسبة إليّ، ويجب على كل انسان أن يكون متسامحاً، لكن حسب الظروف والأشخاص، إذ ثمة أشخاص يستحقون أن نسامحهم وآخرون غير جديرين بذلك. أنا شخصياً لا أحقد على أحد لكن إذا اوذيت أو جرحت بالعمق أعمد الى قطع العلاقة فقط لا غير. تحدثتِ قبيل انتخابك ملكة عن مُثل عليا تتمسكين بها، ما هي هذه المُثل؟ وهل هي شعارات تحملينها أم أنّك تطبّقينها في حياتك اليوميّة؟ - عندما تحدّثت عن مُثل عليا قلت ما شعرت به فعلاً، إذ ما من ممثلة أتخذها مثالاً أعلى. فالمثال الأعلى عليه أن يمتلك كل الصفات التي أتمناها. أما المُثل العليا التي أتبعها في حياتي فأوّلها محبّة الغير والانفتاح على الآخرين والإصغاء اليهم ومساعدتهم. طبعاً لديّ، كما الجميع، نقاط ضعف في شخصيتي لكنني أحاول تخطيها عبر مساعدة الغير. هل تمارسين نشاطات اجتماعية أو إنسانية معيّنة؟ - كنت ناشطة في أمور جامعية ضمن الهيئة الطالبيّة، لكنني لم أنخرط يوماً في جمعيّة أو حزب. ما الذي دفعك الى خوض هذه المغامرة؟ - قيل لي دوماً بأنني جميلة وطالما شجعت على التقدم لانتخابات ملكة جمال لبنان. من جهة أخرى أحببت أن أختبر هذا العالم الجديد ووجدت في دخول دنيا الجمال فرصة للتعرف الى أشخاص جدد وتعلّم الماكياج والتصوير وسواهما من الإمور بالإضافة طبعاً الى طموحي لنيل اللقب. وجهك ملوّن بالرومانسيّة فهل شخصيّتك ملوّنة بالرومانسيّة أيضاً؟ - لديّ طابع رومانسي في حياتي أختبره أحياناً في الأمور الصغيرة، لكنني لم أختبره بعد في مجال الحب. غير أنني أمتلك أيضاً جانباً عمليّاً وأنا أحب الأمور الحماسية والمغامرات في حين يحب الشخص الرومانسي الجلوس والتأمّل، وبالنسبة إليّ أرغب في أن تجمع شخصيّتي كل شيء. ما هي ثقافتك؟ - تابعت دروسي في مدرسة القلب الأقدس في الأشرفية، ونلت شهادة الفلسفة، ثم التحقت بجامعة القديس يوسف وأنا في العام الثاني علوم اجتماعية وعلاقات عامّة. ماذا تحبّين أن تطالعي؟ - أحب قراءة الكتب السياسية واطلع يومياً على عناوين الصحف وبعض وكالات الأنباء. وأهتمّ بالكتب التي تعالج أوضاع المرأة، في المجتمعات المختلفة وقد أعجبت كثيراً بمؤلفات بيتي محمودي. بما أنك تهتمين بشؤون المرأة كيف تقيّمين وضعها في لبنان والبلاد العربيّة؟ - لا يمكن تشبيه وضع المرأة في لبنان مع أوضاعها في البلاد العربية الأخرى. المرأة نالت حقوقها نسبيّاً في لبنان بينما لا تزال حقوقها متراجعة في البلاد العربية. والمرأة اللبنانية تطمح لأن تؤدّي دوراً في المجالات المختلفة، وألاحظ أنها في تطوّر مستمر لا سيما في حقول العمل الذي تتمسّك به حتى بعد الزواج. ما أنواع الموسيقى التي تهوينها؟ - أسمع كل أنواع الموسيقى، وأحب من المطربين العرب كاظم الساهر وجورج وسّوف، ومن الغربيين أحب صوت سيلين ديون الرقيق وأغانيها الراقية. يقال أنّ الشهرة هي امتحان للشخص إذ تصبح مبتذلة إذا لم تكن مفيدة للناس ما رأيك؟ وكيف ستجتازين هذا الامتحان؟ - الشهرة عالم قائم في ذاته عندما يدخل اليه الشخص يكتشف أموراً جديدة وجميلة. ولا يمكن نكران قيمة الشهرة، فحسناتها كثيرة الى درجة تمكّن من غضّ النظر عن سيئاتها. وعندما يكون الشخص مشهوراً، ينال المعاملة المميزة ويحظى بعلاقات على نطاق واسع. وأنا شخصياً أحب الاجتماعيات والعلاقات العامة لذا فإن الشهرة تفيدني جداً. لماذا اخترت التخصّص في العلوم الاجتماعية وكيف ستستفيدين منها في مرحلة التتويج؟ - اخترت هذا الاختصاص لأنني أعدّ نفسي إنساناً اجتماعياً وأحبّ دراسة كيفية حياة الإنسان وتفاعله مع المجتمع والناس. وأحب كذلك العلاقات العامة والاجتماعيات وقد فتح لي اللقب هذا المجال. ثمة قضايا اجتماعية كثيرة يعاني منها المجتمع اللبناني منها الفقر وعمالة الأطفال في سنّ مبكرة وسواها، لِمَ لم تختاري قضية اجتماعية في برنامجك طوال عام وآثرت قضية البيئة والسياحة؟ - أنا ملكة جمال لبنان وفي الواقع لا أريد التكلم عن أشياء غير قادرة على تحقيقها فعلياً. أحب أن أتكلم وأنفّذ، طبعاً أنا مستعدة للتوعية بالنسبة الى القضايا الاجتماعية والإنسانية، خصوصاً بالنسبة الى الأولاد المشرّدين وقد أثرّت فيّ كثيراً مأساة الطفلة فاطمة الجاسم. هل ستزورينها؟ - أتمنى ذلك وقد طلبت زيارتها. وهنا ألفت النظر إلى ضرورة الاهتمام بالمسببات لا بالنتائج، إذ من غير المقبول أن يعمل الولد في سن ال10 أعوام، وعوض أن تكون هذه الطفلة اليوم بين أحضان والديها مدللة ومكرّمة ها هي مطروحة في المستشفى وحالتها خطيرة، هذا حرام، وهنا أوجّه نداء الى المسؤولين للاهتمام بهذا الموضوع. هل من الممكن برأيك أن تجمع المرأة بين الجمال والذكاء بالمقدار نفسه أم أنها ترغم على التضحية بواحد من الاثنين؟ - هذا يتعلق بالمرأة، فثمة فتيات لديهن نسبة جمال تفوق ذكاءهن، وأخريات لديهن ذكاء يفوق جمالهنّ، وفتيات لديهن تعادل بين الاثنين، وفي كل الأحوال الذكاء ضروري للمرأة لأنها إن كانت جميلة وجاهلة ولا تتمتع بحسن التصرّف تظهر فارغة ويضمحلّ جمالها، لذا أعمل دوماً على تنمية شخصيتي عبر الاطلاع على المواضيع المختلفة. هل أنت مرتبطة عاطفياً؟ - لا لست مرتبطة للأسف، ولم أجد بعد الشخص المناسب لي ولا أريد أن أحب من أجل التجربة فقط، والحب هو عالم جديد أيضاً أتمنى أن أكتشفه. ما هي مواصفات الرجل الذي تحلمين بأن تمضي حياتك الى جانبه؟ - يهمني أن يتمتع بالذكاء والطموح وأن يكون متعلماً وله مكانته في المجتمع. ألا تعتقدين بأن الطموح الجامح له محاذيره أيضاً؟ - الطموح يعني الواقع وليس الحلم فقط، والإنسان الطموح يسعى ويصل الى مبتغاه لكن عليه أن يتحلى بالواقعية دوماً. علام يجب أن تعتمد المرأة في الحب برأيك: على ذكاء العقل أم على عاطفة القلب؟ - يجب على المرأة أن تفكر بقلبها وعقلها ولا تهمل أياً منهما على حساب الآخر. فإن فكرت بقلبها فقط تخطئ وان اعتمدت على عقلها من دون سواه تخسر لحظات الحب، لذا يجب أن تفكر بعقلها ليكون قرارها صائباً وتعطي في المقابل فرصة لقلبها. عرش الجمال أعطاك الشهرة والأضواء، أنتِ ماذا ستعطينه؟ - سوف أحترم اللقب ولا أسيء اليه وأرفعه عالياً وأقوم بمسؤولياتي كافة على أكمل وجه. الى أي مدى ستسمحين للإعلام والصحافة بالتدخل في حياتك الخاصة؟ - من حق الصحافة أن تتدخل لأنه ثمّة أمور تحب الناس أن تعرفها عني، وأنا أفرح عندما تتكلم عني الصحافة ولا أستطيع نكران ذلك، لكن ثمة تفاصيل لا تتدخل فيها الصحافة الرصينة والمحترمة لأنها غير مفيدة للناس والمجتمع، ولا أعتقد بأنني سأقع في هذه المشكلة لأن الصحافة عندنا محترمة.