واشنطن، لندن، نيويورك، طوكيو - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - تنعقد الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن السنة الجارية في ظل قلق كبير واخطار تنتاب الاقتصادات الدولية بعد الازمات التي ضربت آسيا وروسيا واميركا اللاتينية وبدأت تهدد بركود وكساد على مستوى اسواق الدول الصناعية. وحذر نيد كولينز رئيس التعامل في "دايوا سكيوريتيز اميركا" من ان تشرين الاول اكتوبر لم يكن ابداً ملائماً للمستثمرين في اسواق الاسهم الدولية" في اشارة الى الانهيارات السابقة التى وقعت في الشهر نفسه. وانتهى الاسبوع امس الجمعة بتضييق الخناق على المستثمرين في الاسهم والبورصات الدولية التي عاشت ثلاثة ايام قاتمة حققت فيها خسائر عالية راوحت بين 8 و12 في المئة. وزاد الامر سوءاً ما اعلنته الحكومة الاميركية من ان معدل نمو الوظائف سجل في ايلول سبتمبر اضعف مستوياته وارتفع معدل البطالة، مع تأثر الاقتصاد المحلي بالاضطرابات المالية خارج الولاياتالمتحدة. واثرت مشاعر القلق في شأن مستقبل الاقتصاد الدولي بشدة على الاسواق امس الجمعة وهبطت مؤشرات البورصات الاوروبية الى مستويات لم تشهدها منذ تشرين الثاني نوفمبر 1997. وتراجع مؤشر فايننشال تايمز بنسبة ثلاثة في المئة عند الفتح امس متأثراً بتراجع مؤشر داو جونز الخميس بنسبة 2.7 في المئة وهبوط بنسب راوحت بين سبعة وتسعة في المئة في بورصات اميركا اللاتينية. وما لبثت بورصة لندن ان استعادت بعض خسائرها التي بلغت نحو 21 بليون استرليني عندما اقفل مؤشر بورصة طوكيو مرتفعاً بنحو 26.57 نقطة ولم يستطع المؤشر استعادة خسائره او تعويضها "لأن داو جونز استمر في التراجع اثر الفتح. وكانت اسهم المصارف الكبيرة الاكثر تضرراً على مستوى البورصات خصوصاً بعد اعلان المصرف السويسري يو. بي. اس. خسارة نحو 650 مليون دولار في صندوق التحوط الذي كبد الاسواق خسائر قصوى في الاسبوع السابق. وشهدت بورصة فرانكفورت مزيداً من الانخفاض بسبب هبوط حاد في سهم مجموعة "دايملر بنز" الذي تراجع اكثر من 11 في المئة في مرحلة تلت اعلان مؤسسة "ستاندرد اند بورز" انها لن تضع شركة "دايملر - كرايسلر" في مؤشر الاسهم الاميركية البارزة المؤلف من 500 سهم. وازدادت الاسواق تضررا بعد أن أعلنت الحكومة الامريكية أن معدل نمو الوظائف سجل في أيلول سبتمبر أضعف مستوياته اذ زاد عدد العاملين في القطاعات غير الزراعية 69 ألفا فقط في حين ارتفع معدل البطالة الى 4.6 في المئة0 وجاءت البيانات أسوأ بكثير مما كان يتوقعه الاقتصاديون. وفي مقابل الخسائر التي تحققت في الاسواق استمر الهروب الى سندات الخزانة مما دفع العائد على السند الاميركي الطويل الاجل 30 عاما الى نسبة منخفضة قياسية جديدة وقال محللون ان اداء السوق يبعث برسالة واضحة عن المخاوف من الكساد. وارتفع سند الخزانة الطويل الاجل 32/52 نقطة او 16.25 دولار لسند قيمته الاسمية الف دولار لينخفض العائد عليه الى 4.88 في المئة من 4.98 في المئة الاربعاء الماضي وهي المرة الاولى التي يتراجع العائد فيها الى ما دون خمسة في المئة. وقال ديك شتاين نائب رئيس مؤسسة "نوبل انترناشيونال انفستمنتس" لا يفسر هذا الا "كساد عالمي.. والا كيف تفسر هروبا الى عائد سند مدته 30 سنة يقل عن خمسة في المئة". واستمر ظهور مؤشرات على تباطوء نمو الاقتصاد الاميركي في مواجهة ركود في انحاء العالم. وارتفع المارك الالماني بقوة امام الدولار والاسترليني والعملات الاوروبية الاخرى مع توقع المستثمرين بقاء اسعار الفائدة الالمانية على مستوياتها السابقة في مواجهة خفض محتمل في الولاياتالمتحدة وبريطانيا. في المقابل تحسن سعر الذهب وبلغ سعر الاونصة 301.4 دولار وهو أول سعر تجاوز 300 دولار منذ ايار مايو الماضي.