كشف مصدر رفيع المستوى في حزب العمال الكردي لپ"الحياة" تفصيلات انتقال زعيم الحزب عبدالله اوجلان الى روسيا. وافاد ان "الموساد" لعب دوراً في رصد مكانه، مشيراً الى انه غادر الشرق الأوسط بعد وصول تأكيدات على نيات الاتراك قصف موقع اقامته. وفي انقرة أ ف ب قال مصدر حكومي، أمس، ان تركيا طلبت رسمياً من روسيا تسليم أوجلان. وسلم السفير التركي في موسكو نبي سينسو مذكرة في هذا الشأن الى وزارة الخارجية الروسية. وأشارت صحف تركية، امس، الى ان زعيم حزب العمال موجود في "معسكر" تابع لحزبه في بلدة سولنيسنيي بالقرب من غابة يارواسلافل على بعد 250 كلم شمال موسكو. وأوضح المصدر الكردي ان انقرة كانت اتخذت قراراً باللجوء الى القوة لپ"تصفية" أوجلان، ولكنها لم تتمكن من تحديد مكان وجوده. ولتفادي مثل هذا الاحتمال تقرر ان يغادر الزعيم الكردي منطقة الشرق الأوسط، وكان الأتراك، يتوقعون ان يتوجه الى "بلد ينتمي الى حلف الاطلسي ومجموعة الدول المرتبطة بمعاهدة شينغين" الا أنهم فوجئوا بانتقاله الى روسيا. واستبعد المصدر ان يكون السوريون كشفوا أي معلومات، لكنه قال ان "الموساد" الاسرائيلي ووكالة المخابرات الاميركية ربما رصدا عملية انتقاله. وتابع ان خطأ ارتكب بعد وصول اوجلان الى روسيا، اذ أجرى اتصالاً هاتفياً مع تلفزيون "ام.تي.في" الذي يديره حزب العمال. ويرى خبراء الشؤون الأمنية في الحزب ان "الموساد" تمكنت من خلال "برمجة صوت" اوجلان من التعرف عليه ورصد مكان المكالمة وسلم المعلومات الى الاتراك. وفي ضوء ذلك وجه رئيس الوزراء مسعود يلماز رسالة الى نظيره الروسي يفغيني بريماكوف للمطالبة بتوضيحات وبتسليم أوجلان أو ترحيله. واكدت المصادر الكردية ان انتقال اوجلان تم بالتعاون مع الحزب الديموقراطي الليبرالي وليس مع الحكومة الروسية. ولكن الأكراد فوجئوا أول من أمس الاثنين باعلان نبأ توجه زعيم الحزب فلاديمير جيرينوفسكي الى انقرة رغم انه كان يعتبر شخصاً غير مرغوب فيه بسبب وصفه تركيا بأنها "العدو الأول" لروسيا. وأوضح مصدر كردي وثيق الصلة بأوجلان ان مسألة بقاء الأخير في روسيا "لا تزال مطروحة". ويرى حزب العمال ان موسكو لن تتعرض للملامة من أحد اذا استقبلت اوجلان اسوة باستضافة الولاياتالمتحدة لزعيمي الاكراد العراقيين جلال طالباني ومسعود بارزاني. وتساءل المصدر "ما الفرق بين الحالتين"؟ ورداً على سؤال عن احتمال انتقال اوجلان الى كوريا، قال قائد في حزب العمال لپ"الحياة" ان بقاء زعيم الحزب في روسيا "محبذ" لكن "هناك احتمالات بديلة" درست سلفاً. ونفى ان تكون هناك نية للعودة الى سورية، لكنه قال ان مغادرة اوجلان منطقة الشرق الأوسط لم تؤد الى تدهور العلاقات بين دمشق وحزب العمال. وعن امكان اجراء تفتيش دولي للتأكد من عدم وجود قواعد للحزب في سورية، قال: "لقد اتخذنا الاحتياطات سلفاً".