طالب وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع ب "حل كل المشاكل" العالقة بين دمشق وأنقرة بعد "عودة الثقة" بينهما بتوقيع الاتفاق الأمني، فيما أبدى الرئيس الايراني محمد خاتمي استعداده لطرح "أي مبادرة لتسوية" الخلافات السورية - التركية. وعاد الشرع أمس الى دمشق بعدما نقل رسالة من الرئيس حافظ الأسد الى الرئيس الايراني تتعلق بالحل الديبلوماسي للأزمة السورية - التركية وباتفاق واي بلانتيشين. ونقلت مصادر رسمية سورية عن خاتمي قوله، خلال لقائه الشرع، ان طهران "على استعداد لمواصلة جهودها والقيام بأي مبادرة لتسوية المشكلة القائمة بين دمشق وأنقرة"، وان سورية "هي البلد الوحيد الذي يقف في الخط الأمامي في مواجهة الصهيونية ومخططاتها التوسعية". وأشارت المصادر الى أن وزير الخارجية السوري قال ان "الاتفاق" الذي وقع في 20 الجاري في مدينة اضنا التركية "يتعلق فقط بالجانب الأمني"، لافتاً الى أن "العلاقات السورية - التركية اشمل من ذلك بكثير. وعبرنا عن قناعتنا بأن عودة الثقة الى العلاقات بين البلدين يجب أن تؤدي الى حل كل المشاكل العالقة". وتطالب دمشق ب "فتح حوار جدي" لحل مشاكل المياه والتوصل الى "قسمة عادلة" لمياه نهر الفرات. كما انها تدعو الى "تخفيف" التعاون العسكري بين انقرة وتل أبيب لاقتناعها بأنه "يهدد أمنها والأمن القومي". واتفق خاتمي والشرع على ان اتفاق واي بلانتيشين "أبعد ما يكون عن السلام الحقيقي". وقال الرئيس الايراني: "ان الكيان الصهيوني لا يفكر بالسلام بل انه يريد فرض هيمنته على المنطقة بأسرها"، فيما قال الوزير السوري ان دمشق "لن تؤيد أي اتفاق إلا اذا كانت مقتنعة تماماً بأنه يعود بالنفع على المصلحة العامة للشعب الفلسطيني والأمة العربية. وان سورية ستبقى تناضل من أجل تحقيق السلام القائم على العدل والشمولية".