انقرة، دمشق، القاهرة، طهران، جدة، تونس - "الحياة"، رويترز، أ ف ب، ق ن أ - قال وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم امس ان سورية بدأت تتفهم مخاوف تركيا، لكنه اعتبر ان ذلك لا يعني ان الازمة انتهت بين البلدين. واشترط مسؤول في الخارجية التركية ان توقف دمشق تأييدها لحزب العمال الكردستاني قبل اي محادثات في شأن المياه. وقال: "القضية الحقيقية هي الارهاب. يجب حل ذلك اولاً قبل النظر في قضايا اخرى". واضاف ان اللجان "كانت تجتمع لمناقشة امور مختلفة، ولكنها لم تؤد الى اي شيء. وليس هناك جدوى من مشاهدة ذلك يحدث مرة اخرى". في موازاة ذلك استمر التحرك الذي يقوم به كل من مصر وايران. تلقى الرئيس حافظ الاسد رسالة من نظيره الايراني سيد محمد خاتمي، فيما بحث وزير الخارجية الايراني كمال خرازي مع الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان في الازمة عبر اتصال هاتفي. كما اكد الرئيس حسني مبارك ان الازمة في طريقها نحو الحل. وقال جيم في تصريحات بثت امس في انقرة "ان تركيا تلقت بعض التلميحات التي تشير الى تفهم سورية للمخاوف التركية، لكن هذه المسألة لن تحل بالبيانات والتلميحات فهناك مادة واحدة فقط في جدول الاعمال وهو وقف الدعم الخارجي للارهاب". واضاف ان بلاده منحت سورية مهلة للقيام بخطوة تجاه حل المسألة، لكنها ليست مطمئنة تماماً. وربط اجتماعه مع نظيره السوري السيد فاروق الشرع وعودة العلاقات بين البلدين الى طبيعتها بحل الازمة بينهما. وواصلت ايران امس بصفتها رئيسة منظمة المؤتمر الاسلامي، وساطتها في الازمة، اذ اعلن الناطق الرئاسي السوري السيد جبران كورية ان سفير ايران في دمشق حسين شيخ الاسلام نقل امس رسالة من الرئيس خاتمي الى الرئيس الاسد تتعلق بجهود طهران لاحتواء التوتر في العلاقات السورية - التركية. وكان خاتمي اجرى اتصالين هاتفيين مع كل من الاسد والرئيس التركي سليمان ديميريل وارسل وزير خارجيته الى كل من دمشقوانقرة في اطار الوساطة التي يقوم بها بالتزامن مع وساطة الرئيس مبارك الذي يرأس مؤتمر القمة العربي. وفي طهران افادت "وكالة الجمهورية الاسلامية" للانباء الايرانية الرسمية امس ان خرازي بحث مع انان في جهود تهدئة التوتر واشار خلال اتصال هاتفي معه الى ان "موقف سورية وتركيا من بعضهما البعض تغير بفضل جهود ايران ومصر". واضاف "هذا يظهر انهما البلدين مستعدان الآن للبدء في نقاشات" مباشرة من اجل الحد من التوتر وان "هناك الآن اسباباً اكبر للتفاؤل في شأن تسوية سلمية لخلافهما". الى ذلك، استقبل خرازي السفير التركي في طهران سنجار ازسوي امس وعبر عن ارتياح ايران لما اثمرت عنه جهود الوساطة الجارية. وقال ان ايران تدعم الاتفاقات بين البلدين وترغب في استمرار جهودها لازالة سوء الفهم والخلاف بينهما. وفي القاهرة، قال الرئيس مبارك خلال لقائه امس عدداً من قادة وضباط القوات الجوية، ان المبادرة المصرية وصلت الى نقطة تفتح باب الامل للتوصل الى حل الازمة بين سورية وتركيا وان خطوات سيتم اتخاذها خلال الساعات والايام المقبلة. واشار الى ترحيب كل من الرئيسين ديميريل والاسد بالافكار والمناقشات الموضوعية التي طرحت. وأكد ان الحلول العسكرية لا تحسم قضية بل على العكس تفتح ابواباً جديدة للصراع. وفي جدة اعلنت منظمة المؤتمر الاسلامي امس ان الامين العام للمنظمة عزالدين العراقي تلقى رسالة من وزير الخارجية التركي تضمنت طلباً اليه للتوسط في الازمة بين دمشقوانقرة. وجاء في بيان اصدرته المنظمة من مقرها في جدة ان العراقي استقبل اول من امس القنصل التركي في جدة اوغور دوغان الذي سلمه رسالة من وزير الخارجية التركي "تضمنت تحليلاً للأسباب التي تعتقد تركيا انها كانت وراء التوتر الذي تشهده علاقاتها مع جارتها سورية ودعوة موجهة الى الامين العام للقيام بدوره في تقريب الشقة بين البلدين". واضاف البيان ان العراقي استقبل ايضاً قنصل سورية في جدة الذي عرض له وجهة نظر بلاده في الازمة مع تركيا. ودعا العراقي القنصلين التركي والسوري "لابلاغ سلطات بلادهما استعداده في هذا الاطار للقيام بأي مبادرة لاصلاح ذات البين بين تركيا وسورية من اجل تسوية سريعة وشاملة للخلاف" بينهما. على صعيد آخر، اعلن السفير الروسي لدى تركيا الكسندر ليبيديف امس ان بلاده "لا ترحب" باوجلان الذي سبب تمرده الازمة بين تركيا وسورية. وقال رداً على ما ذكرته الصحف التركية امس نقلاً عن مصادر اسرائيلية ان الزعيم الكردي موجود في روسيا: "ليس لدى اوجلان ما يفعله وهو غير مرحب به في روسيا".