واي بلانتيشن الولاياتالمتحدة، واشنطن - أ ف ب، رويترز - ركز المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون في اليوم الثامن من قمة واي بلانتيشن امس على البحث في مشروع اتفاق شامل اعده الاميركيون، وذلك بعد التوصل الى اتفاق امني واغلاق هذا الملف. واعلن البيت الابيض ان الرئيس بيل كلينتون سيحضر محادثات السلام في واي بلانتيشن في يومها الثامن، بعدما كان قرر في وقت متقدم من مساء اول من امس عدم حضورها. وصرح كلينتون قبل مغادرته البيت الابيض بان "القرارات الاكثر صعوبة يجب، اخيرا، ان تؤخذ الان". واضاف: "آمل بان يغتنم الطرفان الفرصة والا يتراجعا امام فرصة التحرك باتجاه السلام ودفعه الى امام". وافادت الاذاعة الاسرائىلية ان واشنطن تدخلت بكثافة طوال ليل الاربعاء - الخميس في محاولة لاقناع رئيس الوزراء الاسرائىلي بنيامين نتانياهو بعدم افشال القمة التي هدد بالانسحاب منها ما لم يتم اطلاعه "فورا" على الخطة الامنية التي وضعتها اجهزة الامن الفلسطينية ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي. آي. ايه.. واثر وساطة قام بها مدير ال"سي. آي. ايه." جورج تينيت، اصدر نتانياهو في وقت متقدم اول من امس تعليماته الى اعضاء وفده بمتابعة المفاوضات. وقال الناطق باسمه ديفيد بار ايلان ان "اسرائيل تتمنى التوصل الى اتفاق وتأمل بان تكون هناك رغبة مماثلة لدى الجانب الفلسطيني". وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن: "سنقدم الليلة الاربعاء - الخميس مشروع نص نهائي لاتفاق شامل ومع بزوغ الفجر ستكون لدى الطرفين فرصة للاطلاع عليه ونأمل بان تتوفر لنا غداً الخميس امكانية تجعلنا في وضع يوصلنا الى نتيجة". واضاف: "من الواضح ان تسليم النص هو مرحلة جديدة من العملية التفاوضية، لكن هل سيؤدي ذلك الى اتفاق فهذا سؤال مفتوح". وأفاد مصدر فلسطيني ان مفاوضي الاطراف الثلاثة بدأوا بالعمل ليل الاربعاء - الخميس على الاتفاق الشامل الذي يتناول المرحلة الثالثة من الانسحاب الاسرائيلي في الضفة الغربية والاجراءات الاحادية الجانب والاسرى الفلسطينيين وقضايا المطار والميناء والممر الآمن والشؤون الاقتصادية. وقال مصدر فلسطيني مطلع ان الملف الامني الذي جرى التفاوض في شأنه طوال الايام السبعة الاولى من القمة اغلق نهائيا في ختام اجتماع اميركي - فلسطيني - اسرائيلي عقد مساء اول من امس. وأضاف ان تينيت ووزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي ومسؤول الامن الوقائي في قطاع غزة العقيد محمد دحلان ومدير الاستخبارات الفلسطينية العامة امين الهندي، اضافة الى المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات وحسن عصفور، شاركوا في هذا الاجتماع الذي استغرق ساعات عدة. وأوضح ان الفلسطينيين تمسكوا خلاله برفضهم مطالب اسرائيلية تتعلق، خصوصاً بتسليم المطلوبين الفلسطينيين وباطلاع وفد الدولة العبرية على الخطة الامنية الفلسطينية - الاميركية. وقال ان الوفد الفلسطيني اصر على رفضه اطلاع نتانياهو على الخطة، معتبرا انها "شأن داخلي". وقال ان نتانياهو تراجع في النهاية "بعد ان شعر بأنه لم يعد في امكانه الذهاب الى ابعد من ذلك". لكن مصادر اخرى قريبة من المحادثات اشارت الى ان الفلسطينيين وعدوا اثناء الاجتماع باعطاء الاسرائيليين خطة امنية اكثر تفصيلا في غضون 30 يوما. وقال مفاوض فلسطيني: "وعدنا باننا في غضون شهر سنقدم اليهم نسخة من خطتنا الامنية". من جهة اخرى، افاد مصدر فلسطيني ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت عقدت اجتماعا مطولا مع عرفات بعد التوصل الى الاتفاق على المسائل الامنية واعلان الاسرائيليين مواصلتهم المفاوضات. كما افاد ان العاهل الاردني الملك حسين الموجود في واشنطن اتصل مساء اول من امس بكل من عرفات ونتانياهو وحضهما على مواصلة الجهود. كذلك حض البيت الابيض الجانبين على بذل "جهود جدية" في مفاوضاتهما، وقال الناطق باسم الرئاسة الاميركية جو لوكهارت ان "المشاكل التي يتم التفاوض في شأنها هي جدية وصعبة ونأمل بان يبذلوا جهودا جدية من اجل حلها". ورفض لوكهارت التعليق على تراجع نتانياهو عن تهدايدته بمغادرة واي بلانتيشن. وكان كلينتون اجرى في خضم الازمة اول من امس اتصالات هاتفية باولبرايت ومستشاره لشؤون الامن القومي ساندي بيرغر الموجودين في واي بلانتيشن، كما اتصل بالملك حسين. ورفض لوكهارت الافصاح عما اذا كانت الولاياتالمتحدة ادخلت تعديلات على مشروع الاتفاق الشامل الذي اعدته بعد التهديدات الاسرائيلية بالانسحاب.