ليس من الطبيعي ان يعلن نجم سينمائي في مؤتمر صحافي عام وعلى الملأ ان الكاميرا السينمائية خادعة وتكذب وتزيف الحقيقة، او يؤكد ان الممثل الحقيقي، لا يتحقق فنياً الا على خشبة المسرح، لكن الفنان الاميركي المقيم حالياً في فرنسا جون مالكوفيتش اعلن هذا صراحة خلال لقائه مع الصحافيين في مهرجان "سان سباستيان" السينمائي الدولي في دورته السادسة والاربعين، حضره جون مالكوفيتش ليتسلم جائزة الجمهور الخاصة. يبدو ان بداياته كممثل على خشبة المسرح قبل عشرين عاماً كانت السبب في هذا العشق للمسرح، اذ بدأ جون مالكوفيتش عمله بتكوين فرقة مسرحية في شيكاغو، وانتقل بعد ذلك ليؤدي بعض الادوار المسرحية في نيويورك. ثم كان عمله مع الممثل داستن هوفمان في مسرحية "موت مسافر" التي كتبها آرثر ميللر سبباً في اقترابه من السينما، فبدأ مصوراً في فيلم "صرخات الصمت" الذي حصل مخرجه على اوسكار، لتستمر رحلة جون مالكوفيتش بعد ذلك في عالم السينما ممثلاً ومخرجاً، لكن الحنين الى المسرح ظل دائماً في نفسه. وقال انه لا يحب مشاهدة الافلام في قاعات السينما، لانه يشعر بأنه محاصر من جميع الاتجاهات، وخاضع لعملية ارهابية تمطره بأصوات مضخمة بأعلى ما يمكن للاجهزة الصوتية في قاعة السينما من امكانات مرعبة. في اجابته عن سؤال في شأن امكانات الصورة السينمائية والمقدرة الفنية للكاميرا على خلق صورة جذابة تأخذ المشاهد الى عوالم متخيلة، قال انه يرى على عكس ما يرى الآخرون، فالكاميرا خادعة وكاذبة، انها مصنوعة والهدف من وجودها الكذب على الآخرين، وتزييف الحقيقة، واكد ان عملية التصوير السينمائي ليست سوى كذبة كبيرة تعرض على مجموعة من البشر يشكلون الجهور الجالس في ظلام قاعة السينما. وعن طريقة اختياره الدور الذي يعرضه عليه المخرجون للعمل معهم، قال ان ليس لديه معيار محدد لقبول الادوار المعروضة عليه او رفضها، لانه ربما يختار دوراً في فيلم سينمائي لمجرد وجود علاقة حميمة مع بعض الزملاء العاملين فيه، احياناً يقبل العمل لانه يجد نفسه منجذباً الى الفكرة التي يدور حولها الفيلم. اعترف ايضاً بأنه يقوم ببعض الادوار ببساطة لانه في حاجة الى المال اللازم لشراء بيت او دراجة. يعتبر جون مالكوفيتش نفسه ممثلاً مسالماً ولا يزعج الذين يعمل معهم، فيقول انه عندما تكون هناك مشكلة بينه والمخرج او احد الممثلين فانه يفضل ان يناقش هذه المشكلة على انفراد، لذلك يكذب اي كلام تنشره وسائل الاعلام عن اي مشاكل في الافلام التي يعمل فيها.