علمت "الحياة" من مصادر مطّلعة في باريس أن رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات سيزور العاصمة الفرنسية ويلتقي الرئيس الفرنسي جاك شيراك في طريق عودته من واشنطن بعد القمة الاسرائيلية - الاميركية - الفلسطينية. وقال مصدر ديبلوماسي غربي ل "الحياة" أنه رغم قمة واشنطن بين عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في حضور الرئيس الاميركي بيل كلينتون، فإن لدى فرنسا ومصر قناعة أكثر من أي وقت مضى بأن المبادرة الفرنسية - المصرية لعقد مؤتمر لانقاذ السلام ما زالت قائمة وانها ستتبلور قبل شهر أيار مايو المقبل. ورأى المصدر أن احتمال عقدها غير مستبعد ولكنها ستكون موضوع تفاوض مع الولاياتالمتحدة التي ستصر على أن تكون قمة بحضور اسرائيل والفلسطينيين وهذا ما لا تريده حالياً فرنسا ومصر. فالولاياتالمتحدة ستمتنع عن قبول قمة للضغط على اسرائيل فقط. وانها قد توافق في نهاية المطاف على عقد مثل هذه القمة في حال كانت اسرائيل والسلطة الفلسطينية جزءاً منها. وأضاف المصدر أن الادارة الاميركية "مستاءة جداً حالياً من سياسة مصر"، اذ انها تعتبر ان مصر هي التي تضغط على الرئيس الفلسطيني لعدم القبول بالمزيد من "التنازلات" التي اقترحتها الادارة الاميركية عليه مؤخراً وأنه في حال وافقت الولاياتالمتحدة على مبدأ المشاركة في قمة لإنقاذ السلام فإنها ستصر على أن تكون قمة تحت شعار فرنسي أو أوروبي وليس تحت شعار مصري نظراً لاستيائها من السياسة المصرية. بالاضافة الى ذلك، قال المصدر أن الفكرة الفرنسية - المصرية القائمة هي أن تعقد القمة إما في باريس أو في مصر قبل أيار، "واذا وافقت الادارة الاميركية، فستصّر على أن تعقد القمة في دولة أوروبية وليس في مصر". ونقل المصدر عن فرنسا قولها لشركائها الاوروبيين أن سورية وافقت أخيراً على مبدأ القمة لإنقاذ السلام لأنها تلقت كل التطمينات التي طلبتها من فرنسا ومصر بأن القمة لن تغيّر كل المبادئ التي تشكّل أسس مؤتمر مدريد.