قال مصدر فرنسي أن الملف النووي الإيراني سيكون أحد المواضيع التي ستُناقش خلال قمة الأمن النووي التي تفتتح في واشنطن غداً، في حضور 47 رئيس دولة وحكومة وممثلين عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وأشار المصدر الى انه على رغم عدم دعوة إيران وسورية وكوريا الشمالية للمشاركة في القمة، بوصفها دولاً موقعة على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي ومنتهكة لبنود هذه المعاهدة، فإن الملف الإيراني سيكون حاضراً في جميع الأذهان، من دون أن يكون مدرجاً على جدول أعمال القمة. ولفت المصدر الى التزامن بين قمة الأمن النووي والنقاشات الدائرة في نيويورك، حول مشروع قرار لتشديد العقوبات على إيران تأمل فرنسا بإقراره خلال الربيع الحالي. وأضاف أن وجود رؤساء دول وحكومات في قمة واشنطن، يفسح المجال أمام تمرير رسائل متبادلة بين المشاركين المعنيين بالملف الإيراني، بما في ذلك الصين التي كانت حتى الخميس الماضي غائبة عن المفاوضات في شأن العقوبات. ورفض المصدر التكهن في دواعي عدم حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو القمة، وتكليفه نائبه دان ميريدور ترؤس الوفد الاسرائيلي. وقال ان لا تعليق لديه حول المشروع، داعياً الى توجيه السؤال في هذا الشأن الى نتانياهو. وكان تردد ان نتانياهو ألغى زيارته الى واشنطن، تجنباً لمواجهة استفسارات حول الترسانة النووية الإسرائيلية التي قدرتها مجلة «جينز» البريطانية المتخصصة بما بين 200 و300 رأس نووي. وذكر المصدر ان إسرائيل والهند وباكستان هي الدول الثلاث غير الموقعة على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي التي دُعيت الى قمة واشنطن. وعن شكل التعاون المرتقب من إسرائيل في مجال الأمن النووي، في ظل تمسكها بسياسة «الغموض» حول برنامجها النووي، أوضح المصدر ان تل أبيب ليست موقّعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، لكنها عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية المطلعة على جزء من نشاطاتها النووية، وما لا يقرّ به الإسرائيليون هو ما يتصل بالبرنامج النووي العسكري. وأضاف ان من المعروف ان لإسرائيل نشاطاً نووياً مدنياً، ومن المهم بالنسبة إليها أن تكون حاضرة وتشارك في اتخاذ قرارات جماعية حول أمن المنشآت النووية. أما بالنسبة الى عدم دعوة سورية التي كانت شاركت في قمة منظمة التعاون والتطور الاقتصادي حول الطاقة النووية السلمية التي عُقدت في باريس، أجاب المصدر أن الأميركيين وجهوا الدعوات الى قمة واشنطن، والسلطات الفرنسية دعت السوريين الى قمة باريس التي كان هدفها إدراج ما يمكن القيام به في مجال الطاقة النووية المدنية. وحرص المصدر على توضيح أهداف هذه القمة، وهي الأولى التي تُعقد حول الأمن النووي وتستهدف إحباط الإرهاب النووي عبر اتخاذ إجراءات ملموسة لعدم حصول الإرهابيين على مواد نووية، وتعزيز الأمن حول منشآت نووية في دول عدة. ودعا الى التمييز بين قمة واشنطن وأهدافها، وبين نزع السلاح النووي الذي سيُناقش في أيار (مايو) المقبل، خلال المراجعة الدورية لمعاهدة حظر انتشار السلاح النووي، والتي تتم كل 5 سنوات.