كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طرح على نظيره المصري حسني مبارك، خلال محادثاتهما امس في باريس، طرح مبادرة مشتركة تركز على ضرورة التحرك بسرعة لعقد مؤتمر دولي لإعادة إطلاق عملية السلام. لكن الجانب المصري شدد على ضرورة التأكد من أجندة المؤتمر وأهدافه قبل الدعوة إليه. وأشارت المصادر إلى أن «مبارك أبدى موافقته مبدئياً على فكرة المؤتمر، شرط أن يحضره الجميع، وفي مقدمهم الولاياتالمتحدة»، وأن الجانب الفرنسي «أكد أن المؤتمر سيكون بمشاركة أساسية للإدارة الأميركية». وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ل «الحياة»، رداً على سؤال عن العرض الفرنسي، إنه يرى أن «الموقف في جمود، وواشنطن تبحث عن صيغة تعيد مجدداً طرح مطلب معاودة المفاوضات، لكن ليس على الأساس الذي اعتمدته الولاياتالمتحدة في البداية، أي التجميد الكامل للاستيطان مقابل تحرك الدول العربية باتجاه بعض مظاهر التطبيع». وأضاف أن «مصر تتحدث مع الولاياتالمتحدة عن وسيلة جديدة كفيلة بتحريك الأمور... ونريد تعاوناً معنا لطرح أفكار خلاقة تحقق هدفنا، وهو أن تتفق الأطراف على إطار عام للتسوية، كما نتصورها، واستناداً إلى المرجعيات المتفق عليها من قبل المجتمع الدولي». وأوضح أن «المفاوضات ينبغي أن تنطلق على هذين المحورين، محور المرجعيات ومحور الأهداف التي تعتبر الأساس الذي تنتهي إليه التسوية». ورأى أنه «إذا تم الاتفاق على أن هناك دولة فلسطينية على خطوط العام 1967 بمساحة الأراضي نفسها التي احتلت آنذاك، وإذا تم الاتفاق على ان الدولة الفلسطينية ستكون عاصمتها القدسالشرقية وأنها ستحقق لإسرائيل الأمن عبر إجراءات متفق عليها، وان الجانب العربي سيقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل وفقاً لمبادرة السلام العربية، على أن تترك التفاصيل للفلسطينيين والإسرائيليين للتفاوض عليها في ما بينهم، فعندها نقول إننا وضعنا الأساس لهذه الأهداف». وعن العلاقة مع سورية وما إذا كانت هناك زيارات متبادلة مرتقبة، استبعد ابو الغيط مثل هذه الزيارات الآن، معرباً عن ثقته بأن «الزمن كفيل بإصلاح الأمور، ومصر وسورية ستلتقيان على مستويات مختلفة في الوقت المناسب». ورداً على سؤال عما إذا كانت مصر منزعجة من وجود «حزب الله» في الحكومة اللبنانية، قال أبو الغيط إن «الوضع في لبنان أفضل كثيراً مما كان عليه قبل عام، فهناك حكومة وهدوء واستقرار، مما يحمل على الأمل بعدم تكرار الأحداث المأسوية. ولا أعتقد أن وجود حزب الله في الحكومة يزعجنا لأنه كان موجوداً في الحكومة قبل حصول الأزمة بينه وبين مصر». وكشف أن مصر وفرنسا توافقتا على نقل القمة الفرنسية - الأفريقية إلى باريس بعدما كان مقرراً عقدها في شباط (فبراير) المقبل في شرم الشيخ، تجنباً لخلاف بسبب عدم موافقة فرنسا على حضور الرئيس السوداني عمر البشير، «لأن مصر لا تستطيع عقد قمة على أراضيها لا يشارك فيها الرئيس السوداني».