تبدأ في لندن هذا الاسبوع اختبارات ميدانية على نظام الكتروني جديد لمراقبة المطلوبين والمجرمين والمتهمين والمهربين والارهابيين والفارين، وتحديد هوياتهم عبر وجوههم خلال ثوان. وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها كومبيوتر يعتمد خريطة للوجوه بهدف القبض على السارقين والقتلة والأطفال المفقودين. وتخطط أندية كرة القدم في بريطانيا لاستخدام النظام الالكتروني التكنولوجي المتقدم لاخراج الأوغاد من المباريات الرياضية. النظام الجديد معروف باسم "ماندريك" ستضعه أجهزة سكوتلنديارد قيد الاختبار خلال الأشهر الستة المقبلة في شوارع بريطانيا. الكومبيوتر يقدم معلومات وبيانات عن وجوه المجرمين ستقارن بشرائط الفيديو التي تلتقطها كاميرات السلطات المحلية في المراكز التجارية والشوارع والمناطق السكنية. ويعمد الكومبيوتر الجديد الى مقارنة الوجوه ومدى تناغمها مع الوقائع ثم ينذر ويحذر عامل الهاتف الذي يتصل بالشرطة. ويتجاوز النظام الالكتروني الجديد اللحى والشوارب التي يمكن أن يتخفى وراءها المجرمون. الصور على الشاشة تلتقط الوجوه والهيئات. وتقدم أجهزة سكوتلنديارد عشرات الصور لمطلوبين التقطتها كاميرات في المتاجر والمصارف اضافة الى صور مجرمين مدانين بسرقات في الشوارع والسطو على المنازل والمحلات أو على الممتلكات الخاصة. وتدخل الصور الى جهاز الكومبيوتر الخاص الذي يجسد شكل العين وحجمها لدى المطلوب الى العدالة، وتظهر الصورة على شاشة كاميرات الفيديو مع شيفرة ثم يرسل البوليس الصور مع الرقم عبر الكومبيوتر الى السلطات الأمنية المختصة لمطاردة المجرم والقبض عليه. نظام كشف الوجوه عبر الجهاز الالكتروني الجديد تعتمده حالياً ولاية تكساس لمنع الزواج الصوري الزائف، ويستخدم أيضاً على الحدود المكسيكية لمنع الهجرة غير الشرعية، فيما تسعى الشرطة والمجالس المحلية في لندن لاعتماده مدعماً بكاميرات الفيديو المستخدمة حالياً. منظمات وهيئات تعنى بالحريات المدنية في بريطانيا انتقدت أول من أمس النظام الالكتروني الجديد بحجة أنه يمس حقوق الانسان وشرائع الحريات العامة والحماية المدنية. وترد شرطة سكوتلنديارد على ذلك بقولها: "اذا كنت بريئاً عليك ألا تقلق أبداً".