بعد ان خرجت علينا شركة HTC بأحدث اجهزتها بعد استعدادات دامت بضعة اشهر رافقتها تغطية اعلامية زادت من تشويق المستخدمين لرؤية جديد هذه الشركة التايوانية الجريئة. وفعلا جاء الجهاز المرتقب HTC One الليلة الماضية مختلفا عما عرفناه لغاية الآن من اجهزة هواتف ذكية على الاقل في عدة مؤشرات، وهنا لا نقصد حجم الشاشة ولا نوعها ولا المعالج ولا الذاكرة العشوائية او ذاكرة الحفظ او حتى حجم الجهاز، لأن كل هذه المواصفات متوفرة في أجهزة أخرى حتى ولو لم تجتمع في جهاز واحد. الجديد الذي سبقت اليه شركة HTC بقية الشركات المصنعة للهواتف الذكية هو في كاميرا الجهاز التي جاءت بمعيار مختلف عن المعايير المعهودة، وفاجأتنا بتسمية لم نكن نستخدمها من قبل وهي “اولترا بيكسل" – UltraPixel. دعونا نوضح قبل الشروع بالحديث عن هذه الكاميرا امرا في غاية الاهمية، والذي نلاحظ ان معظم المستخدمين يسرعون الى معرفته، إلا وهو دقة الكاميرا. هذه الدقة يشار اليها عادة بعدد البيكسلات، فنقول كاميرا 4 ميجا بيكسل او 8 ميجا بيكسل وما الى ذلك. وعلينا ان ندرك ان هذا الرقم يعني دقة الصورة التي يتم التقاطها بواسطة هذه الكاميرا، وهي كلما كانت بمؤشر اكبر كلما بدت الصورة اكثر دقة بحجم اكبر.بعبارة أخرى، لو نظرنا الى صورتين بحجم متساو فإننا نرى الصورة التي تم التقاطها بكاميرا 8 ميجا بيكسل ادق في تفاصيلها من الصورة التي التقطت بكاميرا 4 ميجا بيكسل على سبيل المثال وهذا يبدو جليا حين نحاول تكبير الصورتين الى حجم اكبر واكبر. اي ان المؤشر الاعلى معد بالأساس لدقة الصورة في الاجزاء المتناهية الصغر، ولكن من منا يحتاج اليوم صورة بهذا الحجم الكبير الذي يصل احيانا الى 4000 / 3000 بيكسل، والذي يعني ان عرض الصورة 1.5 متر وطولها اكثر من 80 سنتمترا، صورة عملاقة. لا احد يحتاج مثل هذه الصورة، وانما نسعى بالأساس الى صورة بحجم معقول ولكن بجودة عالية، جودة وليست دقة، وهناك فارق كبير بين الامرين. هذا هو الجديد الذي جاءت به شركة HTC بالكاميرا الجديدة في جهازها One حيث تستخدم تكنولوجيا جديدة استخدمت فيها تسمية اولترا بيكسل. هذه التكنولوجيا تعتمد على جودة اعلى من المتوفرة في أي كاميرا كانت في أي جهاز ظهر في الاسواق لغاية اليوم. فهي تعتمد على التقاط اضاءة بكمية اكبر من بقية الكاميرات، وهذا بفضل المستشعر الجديد المثبت في الجهاز. والتقاط الاضاءة الاكثر يعني امكانية انتاج صورة بجودة اعلى رغم دقتها الاقل، أي حجمها الاصغر، والفرق يبدو عند التقاط صورة في ظروف اضاءة متدنية. ولهذا نقول ان الصورة التي نلتقطها بكاميرا جهازHTC One تفوق من حيث الجودة أي كاميرا أخرى مع انها من حيث الدقة (الحجم) لا تتعدى 4 ميجا بيكسل. وهذا الامر في غاية الاهمية لمن يبحث عن صورة بجودة فائقة دون ان تكون بحجم ضخم وبهذا تكون HTC اثبتت للجميع ان جودة الصورة لا علاقة لها بالميجا بيكسل كما يتصور البعض. والتجديد الآخر الذي ادرجته شركة HTC في جهازها المذكور هي عبارة عن ميزة اطلق عليها Zoe وهي بالأساس برمجية صغيرة تتيح التقاط الصورة على شكل فيديو من ثلاث ثوان فقط بدقة عالية وجودة اعلى. ومع ان هذه الميزة تعطينا نتائج تبدو كالصورة ولكنها عبارة عن مقطع فيديو قصير جدا بدقة وجودة عاليتين. وقد يتساءل البعض وما الفائدة من مثل هذا الفيديو من 3 ثوان؟ الجواب الذي تقدمه شركة HTC هو ان المستخدم يستطيع تقليب هذا الفيديو بحيث يختار اللقطة الافضل منه ويحفظها كصورة وهذه الميزة تشبه تقنية مماثلة في اجهزة اخرى تعرف بتسمية Best Picture حيث يتم التقاط عدد من الصور لحفظ افضلها في النهاية، وهي متوفرة في نظام الاندرويد 4.0 وما بعده. اضافة الى ذلك فبوسع المستخدم الاحتفاظ بهذا المقطع القصير من الفيديو وربطه بمقاطع اخرى مماثلة ليصنع منها فيلما قصيرا بعد ان يضيف إليه خلفية صوتية. ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)