قال رئيس قسم الانتاج والتنقيب في شركة "الف اكيتان" النفطية الفرنسية جان لوك فيرمولين ل "الحياة" ان مفاوضات تجري حالياً بين الشركة والسلطات الايرانية في شأن تطوير حقل "دورود" النفطي ورفع حجم احتياطه 900 مليون برميل الى 1.5 بليون برميل. وأضاف ان العمل جار على مشروع تزويد لبنان نحو 2.5 بليون متر مكعب سنوياً من الغاز السوري والقطري، متوقعاً ان تؤدي المحادثات في هذا الشأن الى نتائج ملموسة في غضون سنة. وأكد فيرمولين ان الشركة التي كانت تركز عملياتها في السابق في أوروبا وافريقيا، تنوي تطوير وجودها وتعزيز احتياطها عبر مناطق جديدة واعدة في الشرق الأوسط. وأشار الى أن آخر المشاريع التي دخلتها الشركة هو في سورية، اذ وقعت "الف" وشركة "كونوكو" الأميركية مع السلطات السورية رسالة نوايا في شأن مشروع استخدام الغاز المصاحب من حقول تنتجها "الف" و"شل" في منطقة دير الزور. وقال ان المشروع يحافظ على البيئة ويتيح في الوقت نفسه تطوير حقل "طيبة" الذي ينتج مكثفات للغاز. وتوقع ان يوقع العقد مع السلطات السورية في غضون بضعة أشهر وان يبدأ العمل في المشروع في غضون سنتين. وذكر فيرمولين ان "الف" تنتج حالياً في حقول في دير الزور 60 ألف برميل من النفط يومياً، وستبدأ العمل على رخصة تنقيب أخرى بالمشاركة مع "سوميتومو". ووصف سورية بأنها بلد نفطي، اذ أنها تشهد عمليات استكشاف جديدة كما ان هناك فرصاً عدة لتطوير حقول موجودة وتحسين انتاجها. وعن تصدير الغاز السوري والقطري الى لبنان، قال فيرمولين ان العمل جار حالياً على مشروع لتزويد لبنان غازاً مسيلاً من قطر وغازاً من سورية عبر خطوط أنابيب. وأضاف ان المحادثات في هذا الشأن تتقدم بسرعة متوقعاً ان تؤدي الى نتائج في غضون سنة. وأوضح ان الغاز الذي سيزود به لبنان سيستخدم في ثلاث محطات كهربائية، وان المشروع ينص على تصدير بليون متر مكعب من الغاز السوري سنوياً من منطقة ابوربا، و1.5 بليون متر مكعب من الغاز المسيل القطري. وأفاد ان "الف" ستساهم في انشاء خط الأنابيب من مدينة حمص السورية الى لبنان، وفي اقامة محطة لتحميل الغاز القطري المسيل. ولفت الى أن تصدير الغاز القطري الى لبنان سيكون عبر مشروع رأس لفان للغاز. وأشار الى أن "الف" تجري محادثات مع المساهمين في المشروع "مؤسسة قطر للنفط" و"موبيل" وشركات أخرى للمشاركة فيه. وعن انتاج "الف" النفطي في قطر، قال فيرمولين ان المرحلة الأولى من انتاج حقل الخليج انتهت، إلا أن الحكومة القطرية طلبت خفض الانتاج حالياً في اطار التزامها قرار منظمة "اوبك". وأوضح ان طاقة الحقل تقدر بنحو 40 ألف برميل في اليوم، سترتفع الى 50 ألفاً في المرحلة الثانية التي تبدأ في غضون سنتين. وعزا فيرمولين أسباب انسحاب "الف" من سلطنة عُمان الى سياسة عامة تقضي بالانسحاب من النشاطات القليلة المردود، لافتاً الى أن الشركة تعمل في عُمان منذ مطلع السبعينات، واكتشفت حقل "ساما" القريب من الحدود مع السعودية والذي انخفض انتاجه الى 2500 برميل في اليوم. وعن المفاوضات الجارية مع ايران لتطوير حقل "دورود" أشار فيرمولين الى أنها بلغت مرحلتها النهائية، وتشمل تطوير الحقل واستغلاله. وقال ان "دورود" حقل ضخم يقع قسم منه تحت جزيرة خرق، ويقدر حجم احتياطه ب 600 مليون برميل. وأفاد ان المشروع يرمي الى رفع الاحتياط نحو 900 مليون برميل الى 1.5 بليون. وتشارك في المشروع الى جانب "الف" شركة "اجيب" الايطالية. وتابع ان "الف" مهتمة أخيراً بالدخول في مشاريع أخرى في ايران، مشيراً الى أن السلطات النفطية الايرانية نظمت أخيراً مؤتمراً في لندن عرضت خلاله مشاريع عدة، أبدت "الف" اهتماماً ببعضها، وهي مشاريع استكشاف وتطوير لحقول مكتشفة. وعن العراق، ذكر فيرمولين ان المفاوضات لتطوير حقل "مجنون" استغرقت أعواماً عدة، وهناك عوامل أساسية ينبغي الاتفاق عليها، مشيراً الى أن ليس في وسع أي شركة في العالم توقيع عقد مع العراق من دون الحصول مسبقاً على موافقة حكومتها، وأن "الف" تشتري نفطاً من العراق بموجب القرار 986 حول النفط مقابل الغذاء. وبالنسبة الى ليبيا، قال ان لدى "الف" عقداً لحقل بحري قرب الحدود مع تونس بدأت تقويم اكتشافه اضافة الى رخصة تقويم تقني لحوض "مرزوق" وحقل "سرت" البحري. وأضاف ان الشركة ستتخذ قرارها النهائي على ضوء نتائج التقويم.