أعلن وزير النفط السوري سفيان العلاو أن لدى وزارته خطة للحفاظ على إنتاج البلاد من النفط البالغ حالياً 380 ألف برميل يومياً، بعدما تراجع خلال السنوات الماضية. وأكد أن بلاده وضعت إستراتيجية تمتد من 2009 حتى 2025 لإنتاج بليوني برميل من النفط و160 بليون متر مكعب من الغاز النظيف. وتشير إحصاءات وزارة النفط السورية إلى أن إنتاج سورية النفطي تراجع من 600 ألف برميل يومياً في 1996 إلى 400 ألف في 2006 و380 ألفاً حالياً. وتوقع العلاو أن يبلغ إنتاج النفط نحو 383 ألف برميل يومياً هذه السنة. وقال في حديث الى «الحياة» إن «سورية عرضت 74 ألف كيلومتر مربع تشكل نحو 40 في المئة من مساحتها على شركات عالمية لأعمال استكشاف جديدة أو إعادة تقويم معطيات سابقة ومتابعة أعمال الاستكشاف من شركات جديدة بعدما تخلت عنها الشركات القديمة، إما لضعف مادي أو لعدم رغبتها في المتابعة». وأوضح أن الإنتاج توقف في حقول قديمة منذ سنوات طويلة، نظراً إلى التكاليف العالية في حينه، أو لعدم القدرة على استخراج النفط وفق التقنيات القديمة، ويعاد طرح هذه الحقول على شركات عالمية لإعادة تقويمها وإمكان استخدام تقنيات مناسبة لاستخراج كميات اكبر. وأضاف: «لدينا بين 7 و10 شركات في مواقع قيد الاستكشاف لم تنتج بعد، ونأمل أن تحقق نتائج إيجابية». ولفت إلى أن شركات حققت اكتشافات بكميات بلغت ألف برميل/ يوم مثل شركة «البوكمال»، وهي قابلة للزيادة. وحققت شركة الرشيد المشتركة مع ال «أي بي ار» اكتشافاً، ولدى «شل» موقعان و «بترو كندا» موقع. وأعلن عن «مؤشرات أولية على وجود النفط والغاز في البحر، في فلسطينالمحتلة تم تحقيق اكتشاف من الغاز في البحر وهناك مؤشرات على وجوده في لبنان وقبرص». وقدر العلاو الاحتياطات الكامنة في البر السوري بنحو 44 بليون برميل، متكشف منها نحو 29 بليوناً. «ولا يزال لدينا ثلث تقديراتنا القديمة في تسعينات القرن الماضي، وهي في حاجة إلى استكشاف، إضافة إلى البحر». وتوقع علاو ارتفاع إنتاج النفط إلى 383 ألف برميل/يوم هذه السنة. وأكد «أن إنتاج بلاده من الغاز يصل حالياً إلى 28 مليون متر مكعب/يوم بعد دخول معمل غاز «ايبلا» في الإنتاج، وسيرتفع نهاية السنة إلى 32 مليوناً والى 36 مليوناً العام المقبل». وأضاف: «نخطط لاستخدام الغاز في وسائط النقل العامة بدلاً من المازوت والبنزين ولتموين مدينة عدرا الصناعية به». ولفت إلى أن بلاده تستورد نحو 2,5 مليون متر مكعب من الغاز المصري يومياً عبر خط الغاز العربي وتخطط لاستيراده من إيران وأذربيجان. وقال العلاو إن خط كركوك - بانياس يستخدم لنقل النفط السوري من حقول دير الزور إلى المصافي وموانئ التصدير. وأعيد تشغيل الخط نهاية تسعينات القرن الماضي بطاقة 200 ألف برميل/ يوم، إلى أن قصفته القوات الأميركية عشية غزوها العراق في 2003. وتبلغ طاقته النظرية نحو 1.2 مليون برميل/يوم، والفعلية النصف. وتحدّث وزير النفط السوري عن «قدرة على تزويد محطات الضخ بنحو 300 ألف برميل/يوم من دون إدخال تعديل أو تدعيم، في حال جهز القسم العراقي الممتد من كركوك إلى حديثة ومنها إلى الحدود السورية». ولفت إلى أن العراقيين يخططون لإنشاء خط جديد في موازاة الخطوط القائمة بطول 1350 كيلومتراً بكلفة 4 بلايين يورو لنقل مليوني برميل يومياً من جنوب العراق إلى حديثة ومن ثم إلى بانياس لتصديره. وتحدّث مشروع حقل عكاس العراقي على بعد 40 كيلومتراً من الحدود السورية ومئة كيلومتر من معامل الغاز الرئيسة السورية في دير الزور شمال شرقي البلاد. وقدر احتياطه بأكثر من 100 بليون متر مكعب. وقال: «سبق أن اتفقنا مع العراق على تمديد أنبوب لنقل كمية محدودة من غاز عكاس، لكن التنفيذ تأخر ولا نزال نأمل في تعاون مجدٍ اقتصادياً للبلدين بنقل هذا الغاز إلى المعامل السورية ومعالجته مع إمكان إفادة العراق منه بعد المعالجة أو تصديره عبر سورية إلى أوروبا والى تركيا ولبنان والأردن». وأوضح: «إذا حقق العراق إنتاجاً نفطياً كبيراً كما هو متوقع في الجنوب، وأنتج 7 ملايين برميل يومياً، فستكون هناك كميات كبيرة جداً من الغاز المصاحب للنفط الذي يحتاج إلى معالجة والى مراكز استهلاك لا يستطيع العراق أن يستوعبها». وشدد على «أن كميات الغاز الكبيرة التي تنتج تُحرق في الجو وتسبب ضرراً كبيراً في البيئة أو تعالج وتنقل في أنابيب إلى الدول التي تحتاج الغاز إذا لم يستثمر محلياً. ولفت إلى وجود احتياط كبير من النفط والغاز في العراق يحقق نقله إلى سورية وفراً اقتصادياً كبيراً للعراق ومزايا لسورية». وأكد علو أن بلاده جاهزة لتقديم التسهيلات الممكنة إلى العراق في مجال النفط والغاز، وأيضاً إلى إيران عبر العراق. وقال: «إن خط الغاز العربي ينقل حالياً كمية كبيرة من الغاز من مصر إلى الأردن الذي يبلغ استهلاكه نحو 10 ملايين متر مكعب يومياً، وينقل الخط إلى كل من سورية ولبنان نحو ثلاثة ملايين متر مكعب يأخذ لبنان منها نحو مليون يومياً».