أكدت مصادر مطلعة أن سوريا ستتلقى نهاية الشهر الجاري عروضا من 11 شركة نفط دولية لتطوير حقول الغاز في منطقة تدمر (وسط شرق سوريا). وكانت الحكومة السورية قد طرحت العام الماضي استدراج عروض لزيادة مردود حقول النفط والغاز ولاكتشاف حقول جديدة على أساس توقعات الخبراء بأن يبدأ احتياطي النفط الحالي بالنضوب خلال السنوات العشر المقبلة. وتتواجد في حقول تدمر موارد غاز هامة بإمكانها تزويد بعض المحطات الكهربائية السورية التي تعمل بالفيول. وتفضل السلطات السورية تصدير هذا الفيول لتحصل على العائدات بالعملة الصعبة مقابله. وتقدر احتياطات النفط الخام السورية المحققة ب 2.5 مليار برميل واحتياطات الغاز ب 240 مليار متر مكعب. وقد انخفض إنتاج النفط الخام في سورية من 600 الف برميل يوميا في عام 1996 إلى نحو 530 ألف برميل يوميا حاليا. أما إنتاج الغاز في سورية فيبلغ حوالي 5.8 مليار متر مكعب في العام. وفي ظل التطورات التوسعية أعلن وزير النفط والثروة المعدنية السوري الدكتور ابراهيم حداد ان نفط سوريا سينضب حوالي عام 2014 اذا لم يتم اكتشاف آبار جديدة . وقال الوزير حداد ان سوريا تنتج حوالي 600 الف برميل من النفط يوميا ولديها مشاريع تطويرية لزيادة الانتاج خلال السنتين او الثلاث سنوات القادمة حوالى 100 الف برميل يوميا في الابار القائمة كما سوف يزداد انتاج الغاز عشرة ملايين متر مكعب يوميا بعد 3 او 4 سنوات. فيما أكد الوزير، اذا لم يتم اكتشاف آبار نفطية جديدة، يمكن ان تبدأ بعض الابار بالنضوب مع حلول عام 2014، فلكل بئر عمر زمني وهو مع الانتاج ومع الوقت يخف انتاجه ثم يجف وحتى نعوض الاستنفاد يجب اكتشاف آبار جديدة. وعن الجديد في الشركات المرشحة لاستثمار ابار النفط والغاز التي عرضت للاستثمار في سوريا قال الوزير بدأنا بدراسة العقود مع المرشحين الاوائل ونحن بصدد مفاوضتهم بالصيغة النهائية للعقد ، وسيتم توقيع كل العقود التي تحدثنا عنها خلال ثلاثة اشهر وبعد التوقيع تبدأ الشركات بالتنقيب عن النفط والغاز. وبخصوص إتفاقية التعاون مع قطر قال تم التوقيع على اتفاقية تعاون توجت بفتح وكالة لشركة قابكو النفطية القطرية في المنطقة الحرة بطرطوس، مهمة هذه الوكالة جلب المنتجات النفطية ليس فقط للاستخدام في سوريا وانما للتصدير الى لبنان والاردن وتركيا واوروبا. وتابع الوزير قوله ان أهمية هذه الوكالة كبيرة لان امكانية نشاطها عالية والكميات التي ستأتي الى سوريا من المشتقات النفطية ستكون كبيرة لتغطية الاسواق المذكورة وهذا ينعكس على سوريا بالفوائد المالية من خلال رسوم العبور ومن خلال استفادة سوريا ايضا من هذه المواد فعندما اقيمت الوكالة بيع في سوريا 5000 طن من البولي اثيلين للقطاع الخاص. وفي سياق متصل بخصوص الاستثمار في قطاع النفط بسوريا ، وقعت وزارة النفط السورية عقدا مع الشركة الوطنية الصينية للنفط تنص على ان تستثمر الشركة الصينية أكثر من 109 ملايين دولار في الانتاج الإضافي في حقل كبيبة النفطي الواقع في محافظة الحسكة (شمال شرق سوريا) ، وذلك على مدى 25 عاماً. وينقسم العقد إلى مرحلتين الأولى تمتد لعامين، وتستثمر الشركة الصينية خلال هذه المرحلة نحو 5.3 مليون دولار؛ للإنتاج التجريبي بحفر بئر أفقية، وإصلاح بئرين وعزل المياه فيهما . أما المرحلة الثانية فتمتد لفترة 23 سنة، وتتطلب استثماراً صينياً قدره 104 ملايين دولار. و من المقرر بموجب العقد حفر 38 بئراً أفقية ، واعادة الإنتاج من 44 بئراً محفوظة، واعادة الإنتاج من 22 بئراً اخرى، بالإضافة إلى حقن المياه في 13 بئراً. وقد بلغ إنتاج الشركة السورية للنفط عام 2002, نحو 19.1 مليون متر مكعب من النفط الخفيف ونحو 9.6 مليون متر مكعب من النفط الثقيل. كذلك تم إنتاج 1.5 مليار متر مكعب من الغاز الحر و 900 مليون متر مكعب من الغاز المرافق خلال العام الماضي وتوقع وزير النفط السوري, زيادة إنتاج النفط والغاز للدولة في السنوات القادمة, مقدرا أن يزداد إنتاج النفط, والذي يبلغ حاليا حوالي 600 الف برميل يوميا, بمعدل حوالي 100 الف برميل يوميا في الابار القائمة من خلال تطبيق المشاريع التطويرية في غضون السنتين أو الثلاث سنوات المقبلة. وبالنسبة للغاز, توقع الدكتور حداد أن يزداد إنتاج مشروع الغاز عشرة ملايين متر مكعب يوميا بعد ثلاث أو أربع سنوات.