بغداد - أ ف ب - حمل ناطق عراقي أمس الولاياتالمتحدة و"اطرافاً اقليمية" مسؤولية زعزعة الاستقرار في شمال العراق والذي دفع بالاكراد الى الهجرة من المنطقة في اتجاه اوروبا. راجع ص 8 وقال الناطق باسم وزارة الثقافة والاعلام العراقية لوكالة "فرانس برس" رداً على سؤال عن الموقف من موضوع هجرة الاكراد العراقيين الى اوروبا "ان الحال المأساوية لهؤلاء المواطنين الاكراد العراقيين، هي واحدة من نتائج المخطط العدواني الاميركي للتدخل في المنطقة الشمالية" الأمر الذي يدفعهم الى الهجرة. وأضاف ان سياسة التدخل في شمال العراق جرت "الويلات على المواطنين الاكراد العراقيين الذين اصبحوا ضحية مؤامرة اميركية - بريطانية تشارك فيها اطراف اقليمية هدفها زعزعة استقرار العراق والاضرار بشعبه" في اشارة الى تركيا. يذكر ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا تجهدان لاجراء مصالحة بين الفصائل الكردية التي تتنازع السيطرة على شمال العراق، وذلك لتفادي عودة القوات العراقية الى المنطقة. وتؤيد واشنطن ولندن بشكل ضمني التدخلات العسكرية التركية في شمال العراق. من جهته اعرب مسؤول برلماني عراقي أمس عن القلق لهجرة العائلات الكردية العراقية الى اوروبا وحمل تركياوالولاياتالمتحدة مسؤولية "الويلات التي يعانيها الشعب الكردي" وتفريغ شمال العراق. وقال نائب رئيس المجلس الوطني العراقي السيد عجيل جلال اسماعيل في تصريح لوكالة "فرانس برس" ان تركيا "تشجع الهجرة غير الشرعية لتفريغ المنطقة الكردية من الكفاءات والعقول". وحمل اسماعيل تركيا مسؤولية ما يحدث في الوقت الحاضر لاكراد العراق وقال ان تركيا "تلعب دور الشرطي غير المهذب للاشراف على تنفيذ المخططات والتوجيهات المعادية، خصوصاً ضد العراق". واضاف "ان الذي يحدث الآن من هجرة كردية من شمال العراق هو تنفيذ لمخطط عدائي اميركي - صهيوني للنيل من سيادة ووحدة اراضيه وبالتالي تبرير التدخل في شؤونه الداخلية". واكد ان تركيا قامت بين عامي 1992 و1997 ب 54 غزواً برياً وب 277 قصفاً مدفعياً وجوياً في شمال العراق، مؤكداً "ان الغزو العسكري التركي المستمر لشمال العراق ... دفع الاكراد للهرب من الموت". يشار الى ان الجيش التركي درج على القيام بعمليات عسكرية في شمال العراق الخارج عن سلطة الحكومة العراقية منذ 1991، والذي يستخدمه حزب العمال الكردستاني قاعدة خلفية لهم ضد تركيا. وقال اسماعيل ان ما يجري في شمال العراق من شأنه ان يحمل ابناء المنطقة "اعباء جديدة من الويلات والدمار الدائم"، مضيفا ان استمرار هذا الوضع "سيجعل من المنطقة خالية من الكفاءات والعقول وفرص العمل والتقدم"، ملاحظاً ان ما نجم عن الاعتداءات التركية "خلق حالة معاناة شديدة واصبحت المنطقة مثل السفينة تتلاطمها الامواج وصيداً سهلاً لاطماع ذوي الغرض السيء من اميركان وصهاينة وبريطانيين ومرتعاً لمختلف الانشطة المخابراتية ولمن يستهوي العمل فيها". وأكد اسماعيل ان الخلاص من هذا الوضع لا يمكن ان يكون الا بجلاء القوات الاجنبية عن شمال العراق، مضيفاً ان "على اميركا وقوى الشر ان توقف العزف على وتر اللعب بالورقة الكردية وان توقف تدخلها وتسحب قواتها التآمرية من المنطقة لكي تعود الى سابق عهدها".