انتقد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أمس البلدان التي تقدم تسهيلات للجماعات المتطرفة و"تتغاضى عن اقامة أفرادها وتحركاتهم بين البلدان"، فيما قال وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز ان الارهاب "ظاهرة عالمية لكننا قادرون على تحجيمها". وأكد بن علي في كلمة القاها نيابة عنه وزير الداخلية التونسي علي الشاوش في افتتاح اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب ان "التصدي لأخطار الجريمة وانتشارها في العالم وانعكاساتها في مجتمعاتنا لا يتحقق فقط بالاعتماد على الجهود الفردية لكل بلد، مهما تنوعت أساليب الوقاية والمنع وتطورت آليات الكشف والمكافحة". وشدد على ان "آثار العولمة شملت كل المجالات، وانعكست بأشكال مستحدثة في ظاهرة الجريمة". وحذر من "استمرار التغاضي عن تنقل عصابات التطرف والارهاب واقامة أفرادها وتحركاتهم بين البلدان"، معتبراً السكوت على ذلك بمثابة "تشجيع لهذه العصابات". وحض على تكريس مبادئ الأمن العربي المشترك. الأمير نايف وقال الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز ان "الأمن لم يعد مثلما كان في الأمس إذ تغيرت الأمور والظروف مثلما تغيرت المعطيات والضوابط والدوافع، ما يتطلب نظرة جديدة وعملاً جديداً". وحذر من الظواهر الجديدة التي طفت على سطح المجتمع العربي، وأكد ان "الجريمة تعددت وتنوعت وتنظمت ووجدت في التقنية ما يسهل لها مهماتها الشريرة". وأضاف: "عرفنا في العالم العربي أخيراً ظاهرة شرسة تبيح سفك الدماء وأكل الأموال بالباطل وهي ظاهرة الارهاب". وأشار الى انها "ظاهرة عالمية تنوعت وتعددت لكنني واثق بأننا قادرون على القضاء عليها وتحجيمها في بؤرها". وحضر اجتماع المجلس الوزاري الذي يستمر يومين عشرون وزير داخلية ما اعتبر رقماً قياسياً في كثافة الحضور. وسلم رئيس الدورة السابقة للمجلس وزير العدل الفلسطيني فريح ابو مدين الرئاسة الى وزير الدولة القطري الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني. حصاد عام وأوضح الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور احمد بن محمد السالم في كلمة ألقاها أمام المجلس ان الامانة العامة نظمت 22 مؤتمراً لوضع خطط وبرامج أمنية مشتركة "ساعدت كثيراً في التصدي للظواهر المنظمة مثل الارهاب والمخدرات". ميشال المر وكان نائب رئيس الوزراء اللبناني وزير الداخلية السيد ميشال المر أول المتحدثين في الجلسة المغلقة التي تلت جلسة الافتتاح. وشدد على موقف لبنان الذي يميز بين "نضال الشعوب في سبيل تحرير أراضيها من الاحتلال وبين الأعمال الاجرامية ذات الطابع الارهابي الهدام، والتي ترمي الى زعزعة الأمن والاستقرار". وأضاف ان "المقاومة الوطنية في الجنوب ضد الاحتلال تشكل كفاحاً مشروعاً في سبيل تحرير أرضنا". واعتبر ان "الارهاب الحقيقي هو الذي تمارسه اسرائيل، فماذا يسمى قصف الأبرياء في قانا وسواها من المدن والقرى اللبنانية ومقتل وجرح مئات من الأبرياء والأطفال بالقنابل العنقودية والمسمارية"؟ وبحث المجلس في 23 نقطة مدرجة على جدول الأعمال في مقدمها اعتماد "الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب التي أرجأ الوزراء التصديق عليها العام الماضي من أجل مراجعة مفهوم الارهاب وادخال تعديلات طلبتها سورية ولبنان والعراق وليبيا. مشروع قرار وعلمت "الحياة" ان اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية المصري قدم للمجلس مشروع قرار يحض البلدان التي "تستمر في ايواء عناصر ارهابية على أراضيها" على "اعادة النظر في موقفها وتعزيز تعاونها الأمني والقضائي مع البلدان العربية". كذلك يحض المشروع المصري على "تسليم العناصر الارهابية الى البلدان التي تطلبها، طبقاً للقانون الدولي والاتفاقات الثنائية". وقال العادلي، في تصريحات أدلى بها على هامش اجتماع المجلس الوزراي ان لا بد من اتخاذ "خطوات ايجابية لتحديد نشاط العناصر الارهابية وتسليمها بما يحقق الأمن والأمان للمواطنين". ودعا كل الدول التي تؤوي "الجماعات الارهابية" الى التخلي عن دعمها لها، وأعرب عن أمله بأن تحقق الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب هدفها في القضاء على ظاهرة الارهاب. وطالب العادلي في كلمته أمام المجلس بتحرك عربي جماعي لدى الدول التي تؤوي قيادات ارهابية، وأكد ان العناصر والجماعات الارهابية "تتعاون مع العصابات الدولية وتستعين بوسائلها في تهريب الأسلحة وتغيير الوثائق وغسيل الأموال وتأمين مصادر الدعم والتمويل واخفاء رموز الارهاب ونقلهم بين الدول". وشدد على ضرورة عدم الزج بالاسلام في ما يرتكب من عمليات اجرامية. وحذر العادلي "الدول التي تظن نفسها انها آمنة من هذه الجرائم الآثمة".