حذر الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي رئيس اكاديمية نايف العربية للعلوم الامنية من خطورة الاثار المترتبة على الجرائم الارهابية التي تعد من ابشع جرائم هذا العصر واكثرها وحشية لقيامها على تدمير الممتلكات العامة والخاصة وترويع الامنين وتقويض المكتسبات الحضارية لكثير من بلدان العالم وشدد على ان الارهابي لايقدر حقوق الانسان ولا يأبه بالقيم التي حضت عليها الاديان السماوية ولا سيما الشريعة الاسلامية السمحاء التي تقوم على نبذ العنف والتخريب، كما يهدد الارهاب السلام العالمي والامن الاقليمي للامم ومصالحها الحيوية وهو ظاهرة عالمية لادين لها ولا وطن. واكد على نبذ المجتمعات العربية على اختلافها هذه الظاهرة الناتجة عن الفهم السقيم لمجموعات فاقدة للحس الوطني والفهم الصحيح لتعاليم الاسلام. وانطلاقا من ذلك فان اكاديمية نايف العربية للعلوم الامنية وهي الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب تستشعر عظم المسؤولية ازاء تعاظم خطر هذه الجرائم على المجتمعات الانسانية وانطلاقا من هذه المسؤولية وتأكيدا على الدور الرائد الذي تضطلع به في مجال العلوم الامنية دأبت الاكاديمية على تناول المشكلات المعاصرة ومعالجتها باستخدام الاساليب العلمية والبحثية المتخصصة سعيا نحو تحقيق الامن بمفهومه الشامل في جميع المجالات. وبتوجيهات مستمرة من صاحب السمو الملكي الامير نايف ابن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس مجلس ادارة الاكاديمية واخوانه اصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب فان موضوع الارهاب يأتي على رأس القضايا التي تحرص الاكاديمية على معالجتها باساليب علمية مدروسة من خلال برامجها وانشطتها العلمية نظرا لخطورة هذه الجرائم وانعكاساتها على الامن والاستقرار الدولي نتيجة للتطور المستمر لهذه الجرائم بفعل تقدم وسائل الاتصال. ومن هذا المنطلق فقد تولت الاكاديمية تنفيذ البرنامج العلمي للخطة المرحلية لتنفيذ بنود الاستراتيجية العربية لمكافحة الارهاب التي اقرها مجلس وزراء الداخلية العرب الموقر في دورته الرابعة عشرة ونفذت الاكاديمية الخطة كاملة من خلال المناشط المنفذة عبر مرافقها ومراكزها العلمية المختلفة كما نفذت الاكاديمية عددا من الانشطة الاضافية التي تصب في وعاء مكافحة الارهاب ايمانا منها بضرورة تكثيف الجهود المبذولة لدرء هذا الخطر على أسس علمية مدروسة. والاكاديمية بهذا تكون مسؤولة عن الشق العلمي من الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب من حيث تقديم المادة العلمية بحثا وتدريبا واسهاما في الاطار الاعلامي والتثقيفي فقامت في هذا السياق بتنظيم الدورات التدريبية والدورات التطبيقية والحلقات العلمية التي بلغ عددها 73 دورة وحلقة تناولت الموضوع من مختلف جوانبه وابعاده، ونظم مركز الدراسات والبحوث بالاكاديمية في هذا الاطار ثماني ندوات علمية داخل وخارج دولة المقر. اما في مجال الدراسات والبحوث فقد انجزت الاكاديمية 15 دراسة علمية عن واقع الارهاب واساليب مكافحته واستعرضت هذه الاصدارات ظاهرة الارهاب والعوامل التي تساعد على تفاقمها وخلفياتها الاقتصادية والسياسية والدينية وحاولت وضع الحلول التي تحد من اخطارها وتعمل على علاجها من جذورها وتناولت هذه الدراسات جميع اشكال الارهاب بالتحليل الدقيق وتنوعت مواضيعها لتغطي مواضيع مثل امن المطارات وادارة الازمة في الحدث الارهابي ووقع الارهاب في الوطن العربي، حماية المنشآت الهامة، الوسائل التي يتبعها الارهابيون، مكافحة الاجرام المنظم، الارهاب باستخدام المتفجرات، تشريعات مكافحة الارهاب في الوطن العربي، وغيرها اضافة الى طباعة ونشر اعمال الندوات التي تناولت مشكلة الارهاب في شكل اصدارات علمية تتضمنه الاوراق المقدمة في هذه الملتقيات والنتائج والتوصيات التي توصلت اليها وقد تم توزيع هذه الاصدارات على جميع مراكز البحوث والجامعات والمعاهد الامنية والاجهزة العربية المختصة ذات الصلة سعيا نحو تحقيق الغايات المنشودة. وفي مجال المعارض الامنية خصصت الاكاديمية جناحا في معرض الاجهزة الامنية عرضت فيه معدات ووسائل مكافحة الارهاب فضلا عن تخصيص جناح في معرض الكتاب الامني الذي تنظمه الاكاديمية سنويا تعرض من خلاله الكتب والمطبوعات التي تتناول ظاهرة الارهاب. كما يقوم قسم التقنيات العلمية بتوثيق كل مناشط الاكاديمية العلمية ومنها ذات الصلة بالارهاب وتعميم هذه الافلام والتسجيلات على الدول العربية. وفي مجال الدراسات العليا ناقشت الاكاديمية 28 رسالة ماجستير لطلاب من معهد الدراسات العليا بعد ان ضمنت الاكاديمية مناهجها العلمية المقدمة للدارسين في مرحلة الماجستير والدبلوم العالي عددا من الموضوعات في مجال مكافحة الارهاب. وفي الاطار الاعلامي نشرت كل من مجلة الامن والحياة الشهرية والمجلة العربية للدراسات الامنية والتدريب عددا من الدراسات والتحقيقات واللقاءات الصحفية حول الارهاب وسبل مواجهته. كما شاركت الاكاديمية في معظم المؤتمرات الاقليمية والدولية التي تناولت موضوع الارهاب واستضافت بعض هذه الملتقيات. واخيرا ورغم قصر المدة منذ بداية تنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الارهاب فان اكاديمية نايف العربية للعلوم الامنية حققت كل هذه الانجازات بفضل الله تعالى ثم بفضل التوجيهات الحكيمة والمباشرة من قبل صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس مجلس ادارة الاكاديمية واخوانه اصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب الذين اولو هذه الاكاديمية جل اهتمامهم ورعايتهم حتى صارت بيت الخبرة الامنية العربية.