أكد مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي ان الحكم في بلاده يدار "بفريق متكامل". ونفى وجود "خلافات واختلافات" بين اركان النظام والقيادة في ايران، وحمل بشدة على "اعلام الاستكبار" الذي يعمل على "تشويش" الرأي العام العالمي و"يشوه" الحقائق و"يختلق" قضايا ومواقف وينشر "الاوهام" عن الاوضاع في ايران "كما يتمناها الاعداء ان تكون وليس كما هي في صورتها الحقيقية". وضرب مثالاً مسألة تطبيع العلاقة بين ايرانوالولاياتالمتحدة جازماً بعدم وجود أي مسؤول في بلاده يميل الى "المصالحة مع اميركا" أو يريدها. في الوقت ذاته شدد النائب المحافظ حجة الاسلام محمد رضا فاكر على ان "عدم تطبيع العلاقات مع اميركا هو احد ثوابت الثورة الاسلامية". وجزم بأن معاودة العلاقات بين طهران وواشنطن "لن تحصل ابداً" منتقداً "جميع الذين يعملون لتهيئة الاجواء والارضية لتطبيع العلاقات". واستدرك واضعاً "شروطاً" ثلاثة يمكن ان تدفع القيادة الايرانية الى مراجعة موقفها: "ان تدفع اميركا ديونها المستحقة لايران، والتي تُقدر بعشرين بليون دولار، وان تتوقف عن دعم الكيان الصهيوني، وتمتنع عن التدخل في شؤوننا الداخلية". وكان النائب يتحدث في جامعة طهران قبل ان يؤم خامنئي المصلين ويلقي خطبة الجمعة، وذلك للمرة الأولى منذ احد عشر شهراً. وابدى المرشد حرصاً على تأكيد "الانسجام القائم" بين المسؤولين في ايران و"التناغم" بين الشعب والحكم، وقال: "لا يوجد اي اختلاف أو خلاف" بين اركان الدولة على "الثوابت" والرؤى "الاستراتيجية" للثورة ونظام الجمهورية الاسلامية. وأوضح ان كبار المسؤولين في الحكم يديرون الأمور بعقلية "المجموعة الواحدة والفريق المتكامل، كل يقوم بمسؤولياته وكل شيء يتم بتنسيق كامل"، وكأن خامنئي اراد ان يشير الى ما لفت اليه الرئيس سيد محمد خاتمي في وقت سابق من انه "يتشاور وينسق" مع المرشد في كل القضايا ويلتقيه مطولاً مرة في الأسبوع على الأقل. ويكتسب كلام خامنئي اهمية مضاعفة الآن خصوصاً ان اوساطاً تتحدث عن رغبة خاتمي في البدء بحوار مع الادارة الاميركية، لا يلغي امكانية التوصل الى اتفاق وتطبيع للعلاقات، بينما يرفض مرشد الثورة هذا الخيار، بما يعكس انقساماً في الرأي ليس فقط بين اركان الحكم في ايران بل ايضاً بين "الاكثرية" الشعبية والممسكين بمفاتيح القرار في الملفات "الحساسة". وشدد خامنئي على ان هذه المقاربة التحليلية "ليست سوى وهم، ولا وجود لها الا لدى اعلام الاستكبار الذي يشوه الوقائع ويزور الحقائق وينشر أوهاماً ويروّج عن وجود تيارات أو جماعات أو اشخاص أو مسؤولين يميلون الى الغرب أو اميركا، أو يريدون مصالحة اميركا، وهم الاعداء واعلام الاستكبار يحاولون ارضاء انفسهم بهذه المسائل لأن ذلك ما يريدونه بالفعل، لكنهم عاجزون عن تحقيقه". وتابع ان "النظام ثابت على توجهه المنطقي والعقلاني". وكان خاتمي أعلن الشهر الماضي انه يكنّ احتراماً للشعب الأميركي "العظيم" ووعد بأن يتحدث اليه قريباً، منتقداً في الوقت ذاته ساسة الولاياتالمتحدة "الرجعيين" والذين "لا يتماشون مع العصر". وأكد ايمانه ب "حوار الثقافات والحضارات" ملمحاً الى تأييده حواراً بين المثقفين والمفكرين في ايران والغرب. لذلك أشار خامنئي ضمناً الى الدعوة ل "حوار الثقافات" في ما بدا رغبة لديه في ألا تشكل هذه المسألة قاعدة اختلاف مع خاتمي، اذ اوضح انه يطلق مصطلح "الاستكبار" عندما يتحدث عن "الاعداء" في الاطار "السياسي، ولكن حين نتحدث عن الجهة الثقافية فاننا نذكر عدوان الثقافة الغربية او هجومها"، كأن خامنئي اراد القول انه لا يعارض فكرة "حوار الثقافات" لكن الحوار "السياسي" شيء والحوار "الثقافي" شيء آخر.