اصدر الشاعر الفلسطيني زكريا محمد رواية عنوانها "العين المعتمة" والناشر "اتحاد الكتاب الفلسطينيين في القدس". من أجواء الرواية ذات المناخ الرعوي الاسطوري الناقد: "... ثم حل الليل وانفجر القمر احمر مقضوماً في الأفق الشرقي، وبدأ جريشه. واحتلت الضباع القرية. سارت في الشوارع بحدباتها الكريهة وأفخاذها الخلفيه المخططة الخرقاء. وكانت تدري انهم يرجفون خلف الأبواب. وكان هذا يغيظها. لذا شنت هجمات صغيرة مفاجئة على البيوت التي أحست أن أحداً فيها يتلصص من الشقوق. وكان الصمت في الداخل كاملاً. لكن الحيوانات المجترة وحدها، كانت تفعل شيئاً ما. فقد رقدت كي تعيد مضغ ما أكلته بسرعة في النهار. كان المضيع يطلع في كرات صغيرة من المعدة الى أنبوب العنق الطويل، ليصل بتريث الى الأضراس التي تعيد طحنه وترجعه الى المعدة من جديد. كانت الدواب تمضغ وتفكر وتعيد حسابها. مضغت وتوقفت كي تسمع. فقد كان صوت المضغ يشوش اسماعها. كانت تريد ان تعرف ما يحدث خارجاً. وكان مضغها هروباً من الخوف ومحاولة للتغلب عليه. كانت تمضغ وتصمت هنيهات ثم تعيد المضغ...".