في وقت دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق القاهرة إلى التجاوب مع الاتصالات التي تجريها حركته معها لتعديل ورقة المصالحة الفلسطينية واحتواء الخلافات بينهما، أكد مصدر مصري موثوق به ل «الحياة» أن «كل ما طالبت به حماس أثناء الحوارات تم الأخذ به» في إعداد الورقة، لكن يبدو أن حماس لها مشروع آخر» غير المصالحة. وأكد المصدر أن «مصر حريصة على إنجاز المصالحة، لكن عليهم (حماس) أن يأتوا إلى الاجتماع للتوقيع... نحن قمنا بنقل نقاط التوافق التي أجمعت عليها القوى الفلسطينية، والورقة مقترح وسط يأخذ في الاعتبار مواقف كل طرف». وكشف أن «مصر أبلغت حماس منذ بداية بناء الإنشاءات على حدودها رسالتين، أن هذه الانشاءات والتجهيزات سنستمر في بنائها ولن يوقفنا أحد، وأن مصر لن تسمح بتجويع غزة». وشدد على «أن ما تبنيه مصر ليس جداراً، بل إنشاءات هندسية بدأت فيها عندما أصبح الإرهاب يأتي إلى مصر من خلال الأنفاق... نحن لن نقبل ذلك، ويجب أن نتصدى لأي إرهاب موجه ضد بلادنا». وكان نائب رئيس المكتب السياسي ل «حماس» دعا المسؤولين المصريين إلى التجاوب مع الاتصالات التي تجريها حركته لاستئناف جهود المصالحة. وقال ل «الحياة» إن «هناك اتصالات كثيرة تجرى من قبل حماس مع مسؤولين مصريين على مستويات مختلفة، لكن ليست هناك استجابة أو أي ردود فعل». وأكد أن «حماس تتطلع إلى توقيع اتفاق المصالحة الذي ترعاه مصر... نحن نطالب ببساطة بأن نوقع على ما اتفقنا عليه خلال جلسات الحوار... وطالما أن الملاحظات التي أبديناها على الورقة سطحية وغير جوهرية، فلماذا لا يأخذون بها؟». وعما ذكره القيادي في «حماس» محمود الزهار عن استعداد الحركة للتوقيع على اتفاق المصالحة في حال تقديم مصر لضمانات تحميه، قال أبو مرزوق إن «فكرة تقديم مصر لضمانات فكرة قديمة ولكنها لم تقبل... مصر لن تقدم ضمانات». وتسأل عن أسباب رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوة رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل إلى عقد لقاء بينهما «لحل الاشكالات وتسوية القضايا العالقة». ورأى أنه «لا توجد أي مصلحة لعباس الآن سوى إنجاز المصالحة، خصوصاً بعد أن تحرر من الضغوط عليه بسبب استحقاقات الانتخابات... في ظل الظروف الراهنة للسلطة والجمود التام في العملية السلمية واستخدام الاسرائيليين ورقة الانقسام ومخاطبتهم له باعتباره لا يمثل جميع الفلسطينيين وشرعيته غير مكتملة، كل هذا يعزز ضرورة أن يتوجه أبو مازن إلى المصالحة، خصوصاً أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو يرفض حل الدولتين والاجراءات الاسرائيلية لتهويد القدس لا تتوقف». وسُئل عن آخر مستجدات صفقة تبادل الأسرى، فأجاب: «لا يوجد جديد في هذا الملف، ونتانياهو بتراجعه الأخير عما تم الاتفاق عليه من خلال الوسيط الألماني جمّد المفاوضات»، مشيراً إلى «تصريحات للوسيط الألماني حمل فيها نتانياهو مسؤولية تعطيل جهوده». ونفى وجود وساطة فرنسية، أو أن هناك تنشيطاً حالياً للمفاوضات، مؤكداً أن «الأمور ما زالت كما هي، والمفاوضات عالقة».