تزايد الغموض حول المهمة التي قام بها المبعوث الروسي يفجيني بريماكوف في بغداد بتكليف من الرئيس فلاديمير بوتين، خاصة في ظل التعتيم الذي يلف طبيعة الرسالة التي حملها إلى القيادة العراقية، ممايعيد الى الأذهان جولاته الدبلوماسية في أعقاب غزو العراق للكويت عام 1990 وفشله في إقناع الرئيس صدام حسين بالانسحاب وتجنب الحرب.وذكر مسؤولون عراقيون وروس ان بريماكوف التقى مع معاونين بارزين لصدام حسين وسلمهم رسالة وسافر بعد بضع ساعات، دون أن تعرف فحواها.وذكر مراقبون أن بريماكوف الذي يتجنب عادة الأضواء حرص هذه المرة على تذكير النظام العراقي بأن الدرس يجب ألا يتكرر، وأن عليهم الاستماع للمقترحات الروسية والالتزام بها حتى لا تتكرر المأساة، وتكهنت مصادر بالخارجية الروسية أن بريماكوف حمل رسالة من 5 نقاط محددة تتلخص في: 1/ الانصياع العراقي الكامل للقرارات الدولية وعدم إثارة أي لغط حول المفتشين وطبيعة عملهم. 2/ الكشف عن كل الخطط التسليحية العراقية الحالية والمستقبلية ومراقبة دقيقة لكامل الأرض العراقية. 3/ ضرورة إعادة هيكلية النظام الحاكم في بغداد ومحاولة إقناع العالم بوجود تغيرات جذرية وديموقراطية من خلال انتخابات حقيقية بمراقبين دوليين من الأممالمتحدة تقرر وحدها بقاء الرئيس صدام أو رحيله . 4/ الضمان الكامل لعدم ملاحقة أو تعقب صدام حسين أو أحد من أركانه في حال عدم انتخابه وتوفير الحماية الأمنية له ولأسرته. 5/ زيادة التعاون الأمني والاقتصادي مع الغرب وتحديدا روسيا. وبدا واضحا أن مهمة بريماكوف جاءت كمحاولة لتحديد استراتيجية التحرك، خاصة بعدما تردد مؤخرا عن صفقة بين واشنطنوموسكو حول وقوف الأخيرة على الحياد في الصراع الدائر مع العراق مقابل تصنيف واشنطن للكفاح الشيشاني إرهابا. كما جاءت الزيارة في الوقت الذي تكثف فيه واشنطن جهودها لاستصدار قرار جديد من مجلس الامن يسبق الحرب. وأعلنت السلطات الأمريكية ان الوقت قد حان للتحرك في العراق حيث لن يكون تدمير بغداد لصواريخها من نوع (الصمود-2 ) الذي طلبه كبير المفتشين الدوليين في نظر واشنطن تدبيرا كافيا لنزع فتيل الازمة. وفي اطار تطورات الأزمة ، أكد مصدر دبلوماسي في باريس ان فرنسا تبقى متمسكة بمرحلة التفتيش وأن التقرير الاخير للمفتشين في 14 فبراير الماضي فتح آفاقا. واستقبل صدام امس وزير العدل الامريكي الاسبق رامسي كلارك المعروف بمواقفه المعارضة للسياسة الامريكية في العراق. ونقلت وكالة الانباء العراقية عن كلارك قوله إن حركة السلم العالمي اتسعت وهي الان اكثر قوة وستكون اقوى اذا ما أتيح لها الفرصة والوقت الكافيان. وأعلن رئيس دائرة الرقابة الوطنية اللواء حسام محمد امين في مؤتمر صحفي أن العراق يدرس بجدية طلب الاممالمتحدة تدمير صواريخ الصمود-2، ويأمل بان تحسم هذه المسألة من دون تدخل امريكي وبريطاني. وأكد أن تدمير هذه الصواريخ يؤثر على مقدرات العراق العسكرية لكنه مع ذلك لن ينهيها ولا يؤثر عليها بشكل كامل.