انتقد رئيس البرلمان السوداني الدكتور حسن الترابي الحديث عن وفاق وطني بين الحكومة والمعارضة باعتبار أنه مصالحة بين "الحكام والسادة". وقال إن "الوفاق الذي ننشده هو وفاق بين أهل السودان". وأوضح الترابي في كلمة في المجلس الوطني البرلمان في الخرطوم أمس ان "الأحزاب كانت تحكم ولا تُمكن الشعب من المشاركة". وزاد "ان قضية جنوب السودان كانت تناقش بين الصفوة لكن الشعب كان بعيداً عنها خلال الحكومات السابقة"، مشيراً إلى أن تزايد أعداد العائدين من صفوف "الجيش الشعبي لتحرير السودان" الذي يقوده العقيد جون قرنق دليل على "قوة بنيان وأساس اتفاق السلام الذي حقق الوحدة الوطنية والسلام". وانتقد الترابي امتناع المنظمات الخيرية الأجنبية عن تقديم مساعدات للعائدين إلى صفوف الحكومة. وقال إن "الدعوة وجهت إلى هذه المنظمات لتقديم العون للعائدين ولم تستجب". إلى ذلك، قال الدكتور لام أكول رئيس "الحركة الشعبية المتحدة لتحرير السودان" والتي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة أخيراً "إن تحقيق الانسجام الوطني في القضايا المصيرية الكبرى لن يتحقق إلا بالوفاق الوطني الجامع". وأضاق في تصريحات نقلتها صحيفة "أخبار اليوم" الصادرة في الخرطوم أمس: "لا بد أن يدرك الذين يهمهم حل مشكلة الجنوب أهمية الارتباط بين المعارضة الجنوبية والشمالية، لذلك لا بد من التعامل مع هذا التحالف" التجمع الوطني الديموقراطي المعارض. وقال أكول إن "التعددية هي أساس الديموقراطية"، مضيفاً: "نحن ندرك تماماً ان الذي يدور في الجنوب لا يمكن ان يكون معزولاً عما يدور في الشمال، ولذلك كنت أول من طالب بالتعددية الشاملة على نطاق القطر منذ عودتي إلى الخرطوم". من جهة أخرى، دعت صحيفة "الرأي العام" المستقلة الصادرة في الخرطوم أمس إلى اطلاق المحامي غازي سليمان الذي حكم عليه بالسجن خمسة أشهر لرفضه تنفيذ طلب لمقابلة مسؤولين في جهاز الأمن. واعتبرت الصحيفة في مقال نشره الكاتب الإسلامي عثمان ميرغني ان سليمان "خدع الحكومة وجرها إلى الزج به في السجن الذي أضحى أقصر الطرق إلى الأضواء". وتساءلت الصحيفة: "كيف تدعو الحكومة رئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي إلى حوار وتعتقل معارضي الداخل الذين لم يزيدوا عن ابداء رأيهم". واعتبر المقال ان "هذا العمل تأكيد لادعاء البعض ان الحكومة لا تسمع إلا صوت من يحمل البندقية".