ويعد هذا الاتفاق الذي ما زال يتعين ان تعترف به الكنيست الاسرائيلية، اول اتفاق على اي مسألة بين التيارات الرئيسية الثلاثة لليهودية في اسرائيل وهو اعتراف نادر من المؤسسة الارثوذكسية في اسرائيل بالحركتين الاصلاحية والمحافظة الاكثر ليبرالية. وقال ممثلو التيارات الثلاثة في بيان اصدروه امس: "اننا نعتقد ان هذا الترتيب سيعطينا هدنة طويلة في الصراعات الصعبة التي شهدتها الكنيست والمحاكم وهددت بايجاد انقسام بين اليهود في اسرائيل ويهود الشتات". وكان ممثلو ثلاثة احزاب علمانية في الحكومة الاسرائيلية الائتلافية هددوا بالتصويت ضد مشروع قانون يهدف الى تأكيد هيمنة التيار المتشدد في الديانة اليهودية على عمليات اعتناق هذه الديانة في اسرائيل، على حساب التيارين الاخرين الاصلاحي والمحافظ. ويبدو ان مشروع القانون هذا الذي اثار استياء الطوائف اليهودية خارج اسرائيل، خصوصا في الولاياتالمتحدة، يتمتع بفرص ضئيلة لاعتماده، الا اذا طرحه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو كمسألة مرتبطة بالثقة في الحكومة. وأثير الجدل مجددا في هذا الخصوص نهاية الاسبوع الماضي بعد الاعلان عن اقتراح تسوية توصلت اليه لجنة بين التيارات المختلف في الديانة اليهودية الاصلاحيون والمحافظون والمتشددون. وهي تتعلق بوضع اكثر من مئة الف مهاجر من الاتحاد السوفياتي السابق من اصل 700 الف وصلوا خلال تسعة اعوام الى اسرائيل، ومن بينهم آلاف من ابناء زيجات مختلطة يشكك المتشددون في انتمائهم الديني. ورفض المتشددون اليهود الذين يتمتعون بتأثير كبير في تحالف نتانياهو الحكومي هذه التسوية واكدوا مجددا عزمهم على تمرير القانون المتعلق باعتناق الديانة اليهودية في الكنيست البرلمان الاسرائيلي. وهم يتهمون التيارين الاخرين "بشق الشعب اليهودي" وباعتبار اشخاص لم يعتنقوا الديانة بالتزام كاف يهودا. وكتبت صحيفة "ياتيد نئمان" المتشددة أمس الاحد انه "لا تسوية مع اصحاب البدع الذين يخالفون القانون اليهودي"، بينما اتهمت صحيفة "هموديا" اليهود الاصلاحيين "بابتكار ديانة جديدة" في مكان اليهودية. وعبر ممثلو ثلاثة احزاب غير دينية تشارك في الحكومة عن تأييدهم للتسوية التي تم التوصل اليها وهددوا بالتصويت ضد القانون. وصرح النائب الكسندر لوبوتزكي عن حزب "الطريق الثالث" اليميني المعتدل الذي يشغل اربعة مقاعد من اصل 120 في الكنيست، للاذاعة الاسرائيلية "سأصوت ضد قانون كهذا حتى اذا جعل رئيس الوزراء منه مسألة ثقة". واضاف النائب وهو من اليهود المتشددين ان "رفض التسوية التي توصلت اليها اللجنة سيكون كارثة لليهود المتشددين انفسهم".وهدد ممثلو حزبين آخرين هما "اسرائيل بعليا" صعود اسرائيل للناطقين باللغة الروسية ثمانية نواب والحزب الوطني المتشدد تسوميت خمسة نواب بالتصويت ضد هذا المشروع وبضم اصواتهم الى اصوات المعارضة العمالية. وكانت اللجنة التي يرأسها وزير المال ياكوف نئمان اقترحت اقامة "مراكز اعتناق" يمكن لكل من التيارات الثلاثة الاصلاحيون والمحافظون والمتشددون في الديانة اليهودية أن تعد فيها على طريقتها معتنقي الديانة الجدد.