لأول مرة منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية (قبل أقل من عام) تخيم عليها أزمة ائتلافية مردها صراع بين الأحزاب الدينية الشريكة في الائتلاف (شاس ويهدوت هتوراه) وحزب "إسرائيل بيتنا" العلماني المتطرف بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي يمثل أساساً المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق. ويدور الصراع حول تعديلات يريدها الأخير على "قانون اعتناق اليهودية" تتيح لعشرات آلاف المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق المشكوك توراتياً في يهوديتهم (أحد الوالدين غير يهودي) اعتناق اليهودية في مراسم سهلة من دون التعقيدات التي يفرضها المحاكم الدينية المتشددة. وهدد ممثلو الأحزاب الدينية بالانسحاب من الائتلاف الحكومي في حال طرح اقتراح حزب "إسرائيل بيتنا" على جدول أعمال الكنيست فيما هدد ليبرمان بأنه لن ينتظر موافقة المتدينين على التعديل وأنه سيطرح الموضوع للتصويت في كل الأحوال. واستدعى هذا الخلاف تدخل مكتب رئيس الحكومة على عجل ومحاولة "تهدئة الخواطر" في اجتماع مطول بين الطرفين استمر حتى ساعات متقدمة من الليل. واعتبر معلقون هذه الأزمة امتحاناً لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وقدرته على التوفيق بين شريكين رئيسيين في حكومته لإدراكه أن انسحاب احدهما قد يمهد لسقوط ائتلافه.