كاماغوي كوبا - أ ف ب، أ ب - فجّر الباب يوحنا بولس الثاني "قنبلة سياسية" في اليوم الثالث من زيارته الى كوبا أمس الجمعة، إذ دان بشكل مباشر الحظر الأميركي المفروض على الجزيرة، معتبراً انه "كأي حظر يصيب الناس الأكثر فقراً". وجاء ذلك في عظة القاها في مدينة كاماغواي شرق الجزيرة التي زارها امس حاملاً رسالة "المحبة والتضامن الأسري" الى الشباب "جيل الثورة". وكان البابا حمل في عظته في سانتا كلارا اول من أمس على الأجهاض محذراً من عواقبه الخطيرة على المجتمع. واسهمت "الألفة" بين البابا والزعيم الكوبي فيدل كاسترو في تعزيز الصدى السياسي للزيارة في الداخل والخارج، خصوصاً بعدما بدا كاسترو مستعداً للتجاوب مع طلبات رأس الكنيسة لجهة اطلاق معتقلين سياسيين والسماح بممارسة الشعائر الدينية بحرية. وكان البابا وكاسترو اجريا محادثات مغلقة مساء أول من أمس قام على اثرها الزعيم الكوبي بتقديم اشقائه وشقيقاته الى "ضيفه التاريخي". وقال الناطق باسم البابا هواكان نافارو ان البابا رحب براوول الشقيق الأصغر للزعيم الكوبي ونائبه على رأس الدولة. كما رحب برامون كاسترو الشقيق الأكبر للزعيم الكوبي وشقيقتاه انجيلا واغوستينا اللتين كانت ترافقهما زوجة راوول ديلما. وساد خلال اللقاء جوّ عائلي شجع رامون كاسترو على مخاطبة البابا قائلاً: "طالما تمنت شقيقتي ان تقبلكم كما كانت تراكم تفعلون مع المؤمنين في روما" فرد البابا مبتسماً وفاتحاً ذراعيه: "لنفعل ذلك الآن". وعدا الكلام عن تعهد كاسترو التجاوب مع طلب البابا الافراج عن معتقلين سياسيين يقدر عددهم بخمسمئة شخص، لم يرشح شيء عن تفاصيل الخلوة بين الاثنين سوى ما قاله الناطق باسم البابا انها كانت "ودية جداً". وكما في سانتا كلارا تهافتت الجموع في كاماغوي الى الساحة الرئيسية للمدينة للمشاركة في القداس الذي أقامه البابا هناك والذي تم نقله مباشرة على التلفزيون الرسمي شأنه في ذلك شأن سائر القداديس التي أقامها البابا منذ وصوله الى كوبا الأربعاء.