طالب الزعيم الكوبي فيدل كاسترو امس الاول الرئيس الاميركي باراك اوباما برفع "الحصار" المفروض على بلاده مشيرا الى انه لا يطلب "حسنة" وذلك اثر رفع القيود المفروضة على سفر الاميركيين من اصل كوبي ونقل اموالهم الى كوبا. وكتب كاسترو في مقال نشر في وقت متأخر من الاثنين على موقع "كوبا-ديبايت" على الانترنت ردا على قرار اوباما "لم يتم قول اي كلمة حول الحصار الذي يعتبر الاقسى بين كل الاجراءات". وقال كاسترو ان كوبا "لا تتهم اوباما بالفظاعات التي ارتكبتها حكومات اميركية اخرى" ولا يشك في "صدقه ونيته في تغيير سياسة الولاياتالمتحدة وصورتها". واضاف "تدرك كوبا انه خاض معركة صعبة جدا ليتم انتخابه بالرغم من الافكار المسبقة السائدة منذ قرون" موضحا انه لهذا السبب اعرب شقيقه الرئيس راوول كاسترو عن استعداده للحوار "على اساس احترام السيادة". واشار الزعيم الكوبي الى التحرك داخل الولاياتالمتحدة وخارجها لرفع الحصار المفروض منذ 1962 مؤكدا ان هناك ظروفا مواتية تتيح لاوباما "استخدام مواهبه في مجال اعتماد سياسة بناءة يمكن ان تنهي سياسة فشلت على مدى حوالي نصف قرن". وفي مقاله بعنوان "لم يتم الاشارة اطلاقا الى الحصار"، ذكر كاسترو بتصريح مستشار الادارة الاميركية لاميركا اللاتينية دان ريستريبو الذي اكد باعلانه القرار ان هذه التدابير تشكل "خطوات لمد اليد الى الشعب الكوبي" ومن اجل "حرية كوبا". واوضح ان "كوبا قاومت وستقاوم ولن تمد ابدا يدها لتطلب حسنة. ستبقى مرفوعة الرأس وستتعاون مع الشعوب الشقيقة في اميركا اللاتينية والكاريبي اذا نظمت قمم الاميركيتين ام لا واذا كان اوباما رئيسا للولايات المتحدة ام لا". ويأتي تخفيف القيود قبل ايام من قمة الاميركيتين في 17 و18 نيسان/ابريل في ترينيداد وتوباغو والتي سيطلب خلالها رؤساء دول اميركا اللاتينية رفع الحصار المفروض على كوبا. وقال كاسترو ساخرا "لم يبق لاوباما الا ان يقنع رؤساء دول اميركا اللاتينية بان الحصار غير ضار". ولم يتم دعوة كوبا الى القمة التي استبعدت من منظمة الدول الاميركية منذ 1962. من جانبها رحبت منظمات اميركية للمنفيين الكوبيين بقرار الرئيس الاميركي باراك اوباما رفع القيود المفروضة على الاميركيين الكوبيين، ورأت فيها املا في التغيير للنظام الكوبي. وقال اورلاندو غيتيريز من الادارة الديموقراطية الكوبية "نحن سعداء بقرار حكومة الولاياتالمتحدة لاننا نعتقد ان من حق الكوبيين السفر الى بلادهم". واضاف "ننتظر الان ان تطالب الولاياتالمتحدة نظام راوول كاسترو برفع القيود المفروضة على الكوبيين الذين يريدون السفر الى الجزيرة بالحصول على تأشيرة او اذن بالدخول". وقالت انجيل دو فانا من منظمة قدامى السجناء السياسيين الكوبيين "بلانتادو" "انها فرصة يتعين ان يستفيد منها جميع الكوبيين الذين يريدون ان يفعلوا شيئا لاخوانهم في الجزيرة، وللسجناء السياسيين وعائلاتهم". من جهتها، اعتبرت المؤسسة الوطنية الكوبية-الاميركية ان قرار اوباما يسير في الاتجاه الصحيح حتى تحرز الديموقراطية تقدما في كوبا.