هافانا – رويترز - في ختام زيارته لكوبا، حض البابا بنديكتوس السادس عشر الجزيرة الشيوعية على البحث عن «الحرية الحقيقية» ودان الحظر التجاري الذي تفرضه الولاياتالمتحدة منذ 50 سنة ووجد ايضاً وقتاً للقاء زعيم الثورة الكوبية المريض فيدل كاسترو الاربعاء. ورأس البابا قداساً في ميدان الثورة الفسيح في هافانا حيث كثيراً ما اجتذب كاسترو حشوداً ضخمة للاستماع الى خطبه النارية. وقرأ الزعيم الروحي للكاثوليك في العالم عظة تناولت القضايا الرئيسية في رحلته وهي انه يتعين على كوبا ان تبني مجتمعاً أكثر انفتاحاً وأقل خضوعاً للقيود مع دور أكبر للكنيسة الكاثوليكية كحائط صد للوقاية من «الصدمة» أو الاضطراب الاجتماعي. وقدر الفاتيكان أن الحشد ضم 300 ألف شخص على رغم ان صحافيين اعطوا تقديرات أقل بكثير. وأتت زيارة البابا فيما أطلق الرئيس الكوبي راؤول كاسترو إصلاحات اقتصادية للتشجيع على المزيد من مشاريع القطاع الخاص وأبدى قبولاً للكنيسة كمحاور في شأن القضايا الاجتماعية بما في ذلك حقوق الانسان. لكن في حين يحض البابا كوبا على اجراء تغييرات أكثر عمقاً فإن الحكومة تنظر الى الاصلاحات على انها وسيلة لتعزيز الحكم الشيوعي وليس اضعافه. وبعد القداس زار فيدل كاسترو الشقيق الاكبر للرئيس الكوبي، البابا في سفارة الفاتيكان حيث تجاذب الرجلان أطراف الحديث لنحو 30 دقيقة. ووصف ناطق باسم الفاتيكان اللقاء بأنه كان «ودياً جداً». ويتناقض اجتماعهما الودي مع بداية زيارة البابا عندما وجه انتقاداً حاداً الى النظام الشيوعي الذي اقامه كاسترو بعد ان تولى السلطة في ثورة في 1959 ويواصل الدفاع عنه باعتباره آخر وأفضل أمل للبشرية. واثناء رحلته الى المكسيك في بداية جولته في اميركا اللاتينية يوم الجمعة الماضي، قال البابا ان الشيوعية فشلت في كوبا وان الجزيرة في حاجة الى نموذج اقتصادي جديد. وقال البابا اليوم ان البحث عن الحقيقة «يفترض دائماً ممارسة الحرية الحقيقية» لكنه هاجم ايضاً الحظر التجاري الاميركي على كوبا قائلاً «الاجراءات الاقتصادية التقييدية المفروضة من خارج البلاد تضع بشكل غير عادل عبئاً على شعبها».