هافانا - ا ف ب - وافقت كوبا على الافراج عن 52 سجينا سياسيا الاربعاء اثر وساطة قامت بها الكنيسة الكاثوليكية في اكبر عملية افراج عن سجناء منذ تسلم راوول كاسترو الحكم في العام 2008 فيما ابدت اسبانيا استعدادها لاستقبالهم مع عائلاتهم. واعلنت الكنيسة الكاثوليكية في كوبا التي تولت الوساطة في ملف السجناء انه سيتم الافراج عن 52 معارضا مسجونين منذ 2003, خمسة منهم بطريقة وشيكة والاخرون بشكل تدريجي في مهلة اربعة اشهر كحد اقصى. والافراج عن هؤلاء المعارضين ال52 الذين تعتبرهم جميعهم منظمة العفو الدولية من "سجناء الرأي" اعلن خلال لقاء بين الرئيس راوول كاستور والكاردينال خايمي اورتيغا الوسيط في هذا الملف ووزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس بحسب بيان اصدرته اسقفية هافانا. وجاء في البيان ان "الكاردينال ابلغ انه في الساعات المقبلة" سيتم الافراج عن خمسة سجناء وسيتمكنون من المغادرة "الى اسبانيا برفقة عائلاتهم". وسيفرج عن 47 معتقلا اخر خلال ثلاثة او اربعة اشهر وسيسمح لهم بمغادرة البلاد كما اضاف البيان مشيرا الى ان عمليات الافراج عن السجناء ستتم بشكل تدريجي "على فترة من ثلاثة الى اربعة اشهر". وهي اكبر عملية افراج عن سجناء سياسيين منذ ان خلف راوول كاسترو, فيدل كاسترو في السلطة في شباط/فبراير 2008. واثر ذلك اكد وزير الخارجية الاسباني ان اسبانيا مستعدة لاستقبال السجناء السياسيين الكوبيين ال52 الذين ستفرج عنهم حكومة راوول كاسترو بشرط ان يتمكنوا من العودة الى كوبا حين يريدون ذلك. وقال موراتينوس قبل مغادرة هافانا في ختام زيارة استغرقت يومين ان "الحكومة الاسبانية وافقت على ان يتمكن كل الذين سيفرج عنهم من السفر الى اسبانيا اذا كانت تلك رغبتهم". واضاف الوزير انه تلقى ضمانة من الرئيس راوول كاسترو بان هؤلاء المعارضين "سيتمكنون من المجيء مع عائلاتهم والعودة الى كوبا حين يريدون ذلك" بدون ان تصادر املاكهم في الجزيرة من قبل السلطات بموجب قانون الهجرة الكوبي. وقد جاء الوزير الاسباني الى كوبا لتسهيل الحوار غير المسبوق الذي بدأ في ايار/مايو الماضي بين حكومة راوول كاسترو والكنيسة الكاثوليكية والذي اتاح الشهر الماضي الافراج عن معارض مشلول. وكان موراتينوس رحب بعد الاعلان عن الافراج عن السجناء بفتح "مرحلة جديدة" في كوبا بهدف "تسوية مسالة السجناء السياسيين بشكل نهائي" والذين سيبقى عددهم اكثر من مئة بعد الافراج عن الدفعة التي اعلن عنها. والمعارضون الاثنان والخمسون الذين سيفرج عنهم اعتقلوا ضمن مجموعة من المعارضين في اذار/مارس 2003 خلال ما عرف بالربيع الاسود. وادى ذلك الى تجميد التعاون بين الاتحاد الاوروبي وكوبا لخمس سنوات. وقال الكاردينال اورتيغا من جهته بان "الامور بدأت تتقدم" وارسل موفدا الى مستشفى سانتا كلارا (وسط) لاقناع غييرمو فاريناس الذي ينفذ اضرابا عن الطعام منذ اكثر من اربعة اشهر بوقفه. وقال الصحافي المعارض غييرمو فاريناس (48 عاما) لاسقف سانتا كلارا ارتورو غونزاليز امادور انه "ينتظر الافراج عن اول خمسة معتقلين قبل ان يجتمع مع اشقائه في النضال (المعارضون) لاتخاذ قرار" كما افادت المنشقة اليخاندرينا غارسيا لوكالة فرانس برس. وبدأ فاريناس المتخصص في علم النفس اضرابه عن الطعام غداة وفاة سجين الرأي اورلاندو زاباتا (42 عاما) الذي كان ينفذ اضرابا عن الطعام, في ظروف مثيرة للجدل. وعبر الوزير الاسباني عن امله في ان يقبل نظراؤه الاوروبيون الان, كما تطالب كوبا, بالغاء "الموقف المشترك" الاوروبي الذي يربط منذ العام 1996 التعاون باحترام حقوق الانسان والحريات في الجزيرة. وتخضع كوبا لحصار اميركي منذ 1962 وتعتبر المعارضين مرتزقة يعملون لحساب الولاياتالمتحدة.