بغداد، واشنطن، لندن - أ ف ب، رويترز - دعت وزارة الدفاع العراقية جميع العراقيين الى "التدريب الشعبي" اعتباراً من مطلع الشهر المقبل، فيما يصل اليوم الى بغداد رئيس اللجنة الدولية لإزالة أسلحة الدمار الشامل العراقية ريتشارد بتلر في مهمة صعبة لا تزال الولاياتالمتحدة وبريطانيا تأملان ان تؤدي الى حل ديبلوماسي للمواجهة الحالية. ونقلت "وكالة الانباء العراقية" عن مصدر في وزارة الدفاع في بغداد ان الوزارة دعت "جميع رجال العراق وماجداته الى التوجه الى فروع حزب البعث العربي الاشتراكي والانخراط في ساحات التدريب الشعبي الذي سيجري في محافظات القطر كافة اعتباراً من الأول من شباط فبراير المقبل". وقال المصدر "ان الدعوة تشمل كذلك الضباط وضباط الصف المتقاعدين للمساهمة في نيل هذا الشرف من خلال تدريب ابناء الشعب والتوجه الى آمرية مواقع المحافظات لاستلام التوجيهات". وحدد المصدر أوقات تدريب الرجال "من الساعة الرابعة مساء وحتى الساعة السابعة مساء" وأوقات تدريب النساء "من الساعة الثالثة حتى الساعة السادسة مساء". وكان الرئيس صدام حسين أعلن، خلال ترؤوسه لاجتماع قيادة حزب البعث أول من أمس قراراً ببدء حملة لپ"حشد قوى اساسية من قوانا للتدريب في عملية تشمل كل أنحاء العراق ويشترك فيها المواطنون تحت قيادة الحزب". واكد "مبدأ حشد المواطنين بالقناعة والتطوع وليس بالأوامر في هذه العملية الجهادية التي تشمل كل أنحاء العراق ويشترك فيها المواطنون وبمشاركة الرجال والنساء من كل الأعمار القادرة على التدريب وحمل السلاح". وتأتي دعوة وزارة الدفاع العراقية المواطنين العراقيين الى التدريب في وقت ألمحت الولاياتالمتحدة الى احتمال اللجوء الى الخيار العسكري ضد العراق بعد رفضه السماح لمفتشي اللجنة الدولية بالعمل بحرية. يذكر ان الرئيس العراقي هدد في خطاب أول من أمس بوقف كل عمليات التفتيش الدولية خلال شهر. وقال في الذكرى السابعة لبدء حرب الخليج في 17 كانون الثاني يناير 1991 "إن لم يتخذ مجلس الأمن قراره ليفي بالتزاماته المنصوص عليها إزاء العراق ... فإن العراق مصمم على ان يقف الموقف المنسجم مع توصيات ممثلي الشعب في المجلس الوطني ويتحمل مسؤولية موقفه". ورد مسؤول في البيت الأبيض بدعوة بغداد الى "تنفيذ واجباتها". وقال ان العراق لم يف بعد بالتزاماته إزاء قرارات مجلس الأمن، وتالياً لا توجد أي فرصة لرفع العقوبات الدولية عنه ما لم يوافق على دخول المفتشين الدوليين، في حرية كاملة، الى مواقع الأسلحة. وقال السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة بيل ريتشاردسون، في مقابلة مع شبكة "سي.بي.اس" الاخبارية التلفزيونية ان صدام "يحلم" ان ظن ان العقوبات سترفع قبل ان يذعن لكل قرارات مجلس الأمن ويسمح "بحرية كاملة لدخول كل مواقع أسلحة الدمار الشامل من دون أي قيود". وأضاف ان صبر الولاياتالمتحدة مع العراق أوشك على النفاد، وشدد على التزام المجتمع الدولي التأكد من تفكيك أسلحة الدمار الشامل العراقية. وأضاف "هذا الرجل صدام... وهذه الدولة... وهذه الحكومة.... يمثلون خطراً على المجتمع الدولي"، مشيراً الى ان واشنطن وحلفاؤها في الاممالمتحدة يرغبون في التوصل الى تسوية ديبلوماسية للخلاف الحالي، لكنه أضاف ان اللجوء الى "حل عسكري خيار" مطروح. ويبدأ بتلر اليوم مهمة صعبة في بغداد من أجل معالجة هذه الأزمة. وقال مصدر في اللجنة الدولية ان المحادثات بين بتلر ونائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز ستتمحور على موضوع السماح لمفتشي اللجنة بدخول القصور الرئاسية، وعلى تركيبة فرق التفتيش. وكان بتلر فشل في زيارته الأخيرة لبغداد في كانون الأول ديسمبر الماضي في اقناع العراقيين بالسماح لخبراء اللجنة بتفتيش القصور الرئاسية بحثاً عن أسلحة محظورة، ما دفع مجلس الأمن الى ادانة العراق والطلب اليه التعاون الكامل مع خبراء نزع الأسلحة. وتعليقاً على هذه الأزمة ابلغ جورج روبرتسون وزير الدفاع البريطاني شبكة "بي.بي.سي" التلفزيونية: "اعتقد اننا سنسمع على الأرجح ضجة عالية، لكن آمل بأن يتم التوصل الى حل ديبلوماسي". وقال: "الجعجعة من سمات" صدام، معتبراً الكرة هي الآن في ملعب العراق الذي عليه ان يقوم بالخطوة التالية. لكنه رفض الحديث عن لجوء الولاياتالمتحدة وبريطانيا الى القوة. وقال انه خيار أخير. واضاف: "الديبلوماسية نجحت في الماضي حين كانت مدعومة بالقوة". مؤكداً ان "العقوبات سترفع عن العراق اذا التزم قرارات الاممالمتحدة". ووصف روبرتسون تقارير صحافية ذكرت ان صدام أجرى تجارب على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية على أسرى حرب بأنها "لا تتعارض مع المنطق أو مع طبيعته". وفي لندن الحياة، تجمع أطفال من الجالية العراقية وعائلاتهم أمام مقر رئاسة الحكومة البريطانية أول من أمس، رافعين شعارات تطالب ب "وقف العدوان" على بلادهم. وسمح لمجموعة صغيرة من الأطفال وعائلاتهم بالدخول الى المقر الرئاسي في "10 داوننغ ستريت" وتقديم نسخة عن عريضة جمعت تواقيع مليون شخص تطالب برفع الحظر عن العراق.