غادر مفتشو الاممالمتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس احد قصور الرئيس العراقي صدام حسين في بغداد بعد ان امضوا فيه حوالي ساعتين في اول زيارة من نوعها منذ استئناف عمليات التفتيش في 27 من نوفمبر الماضي.وغادر المفتشون قصر السجود على ضفاف دجلة دون الادلاء بتصريحات للصحفيين الذين كانوا في انتظارهم.ومع اقتراب موعد الثامن من ديسمبر الذي يتعين ان يعلن العراق فيه ما اذا كان لديه اي اسلحة دمار شامل حذر الرئيس الامريكي جورج بوش صدام من محاولة خداع المفتشين وقال انه غير راض عن سلوك بغداد.ووصل المفتشون الى القصر بضاحية الكرخ في ست عربات بيضاء عليها اسم الاممالمتحدة الى بوابة القصر قبل الساعة التاسعة صباحا 600 بتوقيت جرينتش يرافقهم في سيارة اخرى خبراء عراقيون.وانتظرت القافلة لدقائق معدودة قبل ان يفتح الحراس البوابة ليدخل المفتشون الى طريق محفوف بالنخيل يؤدي الى المبنى الرئيسي. ودخل مفتشون آخرون من بوابة اخرى.ولم يسمح للصحفيين بمرافقة المفتشين الى الداخل وبدا الحراس العراقيون غير مرتاحين فيما يبدو للزيارة المفاجئة. وسدت سيارة تابعة للامم المتحدة البوابة. وحجب جدار مرتفع الرؤية داخل المجمع الذي يضم عدة مباني وحدائق شاسعة. وهذا اول تفتيش لقصور الرئاسة منذ عودة مفتشي الاممالمتحدةلبغداد الشهر الماضي معززين بقرار صارم لمجلس الامن يعطي العراق فرصة اخيرة لنزع اسلحته او مواجهة حرب محتملة تقودها الولاياتالمتحدة. وكانت قضية تفتيش قصور صدام قضية مواجهة ساخنة بين المفتشين والعراق في التسعينات. واتفق الجانبان على اجراءات خاصة لتفتيش القصور عام 1998 قبل وقت قصير من خروج المفتشين من العراق عشية حملة قصف جوي امريكي بريطاني.الا ان القرار الذي اصدره مجلس الامن الشهر الماضي وضع احكاما صارمة للتفتيش والغى كل الترتيبات الخاصة بالنسبة للقصور الرئاسية. وتقول وثائق الاممالمتحدة ان مجمعات قصور صدام الثمانية تضم اكثر من الف مبنى منها قصور وفيلات اصغر للزوار ومجمعات ادارية ومخازن ومرابض سيارات.وفي الايام الخمسة السابقة من التفتيش لم يعثر الخبراء على اي دليل على وجود برامج اسلحة بيولوجية او كيمياوية او نووية.لكنهم قالوا لدى انقضاضهم على موقع مشتبه فيه الاثنين انهم عثروا على بعض المعدات وعدد من كاميرات المراقبة التابعة للامم المتحدة كانت قد فقدت في مصنع للصواريخ. وقال بوش الذي تحدث في وزارة الدفاع البنتاجون الاثنين ان العراق يجب ان يقدم قائمة صادقة وكاملة عن الاسلحة النووية والبيولوجية والكيمياوية بحلول يوم الاحد يوم الثامن من ديسمبر وهو الموعد النهائي الذي قرره مجلس الامن. وابلغ بوش القادة العسكريين اي تأخير أو خداع او تحد سيثبت ان صدام لم ينتهج نهج الامتثال ورفض نهج السلام. وقال بوش حتى الآن النتائج غير مشجعة مشيرا لاطلاق العراق النار على الطائرات الامريكية والبريطانية التي تفرض حظرا جويا على شمال العراق وجنوبه والرسائل التي قال انها مليئة بالاحتجاجات والاكاذيب التي بعثتها بغداد الى الاممالمتحدة. وفي نيويورك اجتمعت كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي الامريكي مع هانز بليكس كبير مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة لبحث ما سيحدث بعد ان يسلم العراق بيانا باسلحته.وقال دبلوماسيون ان رايس وبليكس بحثا كيفية تقييم البيان المقرر ان يصل للامم المتحدة في اللحظة الاخيرة يوم الاحد. مفتشان يفحصان جوانب من القصر الصحفيون يتجمعون داخل قصر السجود الذي قام المفتشون بتفتيشه