الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، جامعة المغتربين، ما زالت تراوح في انقسامها منذ اكثر من خمس سنوات. وزاد في الطين بلّة المؤتمر الأخير الذي عقد في "كورال بيتش" في بيروت تحت عنوان "المؤتمر العالمي الاغترابي" وضم عدداً من النشطين في الاغتراب رعته الدولة اللبنانية رسمياً. فهذا المؤتمر دعا اليه جورج انطوان رئيس الجامعة، المنتهية مدة انتخابه منذ سنة وخمسة اشهر والممدّد له والمطعون في شرعيته بدعوى فصل فيها المجلس التحكيمي للجامعة لكن وزارة الداخلية اعترفت بالجمعية التي يمثلها انطوان والأمين العام للجامعة جوزف فرنسيس، وشاركت فيه وزارة المغتربين وافتتحه الوزير طلال ارسلان وصدرت عنه قرارات. إلا ان برقيات ومواقف عدة صدرت عن فاعليات اغترابية ومسؤولين في الجامعة الثقافية اعتبرت ان المؤتمر غير ممثل للإغتراب. وأمس علّق رئىس الجامعة الثقافية الآخر ناجي نعيم على لقاء "كورال بيتش"، فرأى انه "ليس مؤتمراً عالمياً اغترابياً كما يدّعي منسّقوه، انما هو خلوة لاغتصاب الاغتراب". وأكد "الحرص على وحدة الجامعة التي هي مؤسسة اغترابية عالمية مستقلة تعمل من خلال دستورها الذي تتبنّاه فروعها في العالم على اساس العدل والمساواة". وأشار الى "ان ثمة اجماعاً على رئاستي للجامعة التي تحظى بتأييد المجلس الرئاسي وفروع القارات ورؤسائها، وتجلى في المؤتمر العالمي الحادي عشر المنعقد في لوس انجلس في نيسان ابريل الماضي وفي لقاء في باريس اواخر العام الماضي". وبعدما عدّد ما تحقق على صعيد توحيد الجامعة وشدد على انشاء "لوبي لبناني" اغترابي، قال "ان جامعتنا لن ترضخ لأحد، ولن يعرضها اي كان للبيع او الشراء او المساومة، وهي حرة مستقلة لا تتّبع اي سلطة حكومية وترفض محاولات وزارة المغتربين وضع اليد عليها او القضاء عليها، وهي قوية وثابتة ومستمرة ومستعدة لمحاورة الجميع". وقال انه لن يبقى دقيقة واحدة بعد انتهاء مدة ولايته، مؤكداً "العلاقات المتينة والحميمة مع السفارات والقنصليات ومع وزارة الخارجية اللبنانية التي يعمل الوزير فارس بويز على إبقائها منزّهة عن الصراعات التي تقودها وزارة المغتربين". ورأى "ان تسلّط بعض الأفرقاء في السلطة اللبنانية لبسط نفوذهم على الاغتراب جنون سياسي"، وأن "سعي وزارة المغتربين الى استقطاب بعض العناصر القلائل في الاغتراب ذوات النفوس الضعيفة وأصحاب الطموحات الفارغة عمل مشين في حق الدولة اللبنانية التي يجب ان تحاسبهم لأنهم يهدرون اموال الخزينة التي تنوء تحت ديون صارخة يدفع ثمنها الشعب اللبناني الكادح". وأكد نعيم "ان الجامعة هي الممثل الشرعي الوحيد للانتشار اللبناني في العالم".