يفتتح وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل اليوم مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي تنظمه الوزارة للمرة الأولى في في مدينة أبيدجان في ساحل العاج على مدى يومين. والتحق باسيل أمس، بمفرزة من الوزارة كانت سبقته وانضمت إلى فريق عمل السفارة اللبنانية المكلف التحضير للمؤتمر، على رغم تمدّد نيران التجاذبات بين باسيل ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وقيادة حركة «أمل» حول المؤتمر إلى سائر الجاليات اللبنانية والجنوبية خصوصاً، المنتشرة في القارة الأفريقية ورفضها المشاركة فيه وما رافقها من تحرك لمناصري بري ضد باسيل. وكان باسيل تباحث مع السلطات الإيفوارية لاتخاذ إجراءات أمنية مواكبة للمؤتمر و «قد تعهدت بتأمين كل ما يتطلبه الأمر لتوفير الحماية». وكان التوتر بين الطرفين بلغ ذروته القصوى ليل الإثنين- الأحد في ظل خلافات متراكمة بين الجانبين أبرزها على الصلاحيات وتوقيع مرسوم أقدمية بعض الضباط، بعدما تسبب تسريب فيديو يصف فيه باسيل رئيس البرلمان ب «البلطجي» واتّهامه إياه بأنه «يدعو الشيعة إلى مقاطعة الحالة اللبنانية العالمية». وتسابق طرفا الخلاف مع الزمن قبل موعد انعقاد المؤتمر بأسبوع إذ صدر بيانان عن رئيس الجالية اللبنانية في ساحل العاج نجيب زهر ورئيس المجلس القاري الأفريقي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم رجل الأعمال عباس فواز موجهان إلى عون وباسيل يدعوان إلى تأجيل المؤتمر «لأن انعقاده قد يؤدي، عكس رغبة الأكثرية من المغتربين، إلى خلق أجواء من التشنج والانقسام». وحتى ما قبل انتشار الشريط المصور الذي يوثق كلام باسيل عن بري، كان رئيس غرفة التجارة والصناعة اللبنانية في ساحل العاج جوزف خوري وعدد من أعضاء الغرفة، إضافة إلى فعاليات وأفراد من الجالية، يصرون على المشاركة، فاصلين بين الخلافات السياسية المحلية وبين أهمية المؤتمر. لكن تداعيات الخطاب دفعت خوري وزملاءه إلى إعلان الانسحاب والمقاطعة. وكانت وزارة الخارجية اللبنانية أعلنت في بيان أول من أمس، أعادت نشره أمس، عن «بدء وصول الوفود المشاركة من كل الدول الأفريقية والممثلين عن الشركات والمصارف الراعية للمؤتمر، ورؤساء البعثات اللبنانية المعتمدة في الدول الأفريقية». وأكدت أن «التحضيرات اللوجستية متواصلة لانعقاد المؤتمر الذي يهدف لإبراز النجاحات والطاقات الاغترابية اللبنانية لما فيه خير ومنفعة الجاليات اللبنانية، وتأمين استمرارية تقدمها وتألقها في دول الاغتراب وتوفير فرص اقتصادية واستثمارية لها وللبنان». وإذ أكدت ضرورة أن ينأى «الاغتراب بنفسه عن أي خلافات سياسية داخلية في لبنان»، دعت «جميع أبناء الجاليات اللبنانية، لا سيما في أفريقيا إلى الحفاظ على النسيج القوي بين جميع مكوناتهم».