الجزائر - أ ف ب - نفت وزارة الداخلية الجزائرية "نفياً قاطعاً" ما ذكرته صحيفتان جزائريتان خاصتان امس الثلثاء عن أن 400 شخص قتلوا في مجزرة سيدي أحمد قرب العاصمة. وذكّرت الوزارة في بيان بالحصيلة الرسمية التي أعلنت صباح الاثنين وهي 103 قتلى و70 جريحاً حال عشرة منهم خطيرة. واعربت الوزارة عن "استغرابها مرة اخرى لهذا الميل بأي ثمن الى تضخيم الاوضاع المأسوية بما فيه الكفاية حتى الآن" ودعت "مرة جديدة الى التعقل والحكمة اللذين سادا في مثل هذه الاوضاع". وكانت صحيفتا "ليبرتي" و"الوطن" الجزائريتان الخاصتان افادتا امس ان حصيلة المجزرة التي وقعت في سيدي أحمد مساء الاحد الماضي اكبر بكثير من تلك التي اعلنتها السلطات وهي تصل الى قرابة 400 قتيل. ونقلت "ليبرتي" و"الوطن" معلوماتهما عن حصيلة مجزرة سيدي أحمد عن مصادر متعددة وعن شهادات قرويين. اما صحيفة "لا تريبون" فذكرت نقلاً عن مصادر طبية ان 256 شخصاً قتلوا في المجزرة. وقالت وزارة الداخلية ان "ما هو أبعد من الارقام والجدل المرتبطة بنقل المعلومات الامنية وأياً كان عدد ضحايا الفظائع التي ترتكبها الجماعات الاجرامية فإن الاخلاق والتضامن الوطني سيفرضان الحد الأدنى من الحياء والاحترام حيال السكان الذين عانوا من هذه الاعمال البشعة". واضاف البيان "ان اى قتيل يشكل قتيلاً اضافياً. هذا ما اكدته السلطات الرسمية التي تتساءل اليوم ماذا ينفع هذا التعداد الجنائزي المرعب الذي اصبح اختصاصاً تمارسه بعض وسائل الاعلام الاجنبية التي تستهدف زرع البلبلة والشك في أوساط الرأي العام المفجوع". ونشر بعض الصحف صورا مروعة لمجزرة سيد أحمد، إذ عرضت "لوماتان" في صفحتها الاولى صورة جثة طفل متفحمة. وكتبت "ليبيرتي" تحت صورة عن حفر قبور في سيدي أحمد "اين الدولة؟". اما "الخبر" فكتبت "الجحيم في سيدي أحمد"، بينما نشرت "المجاهد" صفحتين عن المجزرة. وكانت مجموعة مسلحة هاجمت مساء الاحد هذه القرية التي تقع على مسافة 30 كيلومتراً جنوب العاصمة قرب مطار هواري بومدين الدولي، وقتلت بالاسلحة الاوتوماتيكية والسكاكين والفؤوس رجالاً ونساء واطفالاً. من جهة اخرى تحدثت الصحف الصادرة امس عن مقتل 29 مدنياً في عدد من الهجمات وقعت في الايام القليلة الماضية ولم تعلن عنها الاجهزة الامنية. واوضحت الصحف ان مجموعة مسلحة هاجمت قرية بن سكران قرب تلمسان الاحد وذبحت عشرة اشخاص. واكتشفت خمس جثث في المنطقة نفسها قرب الحدود مع المغرب. وفي سيدي الكبير جنوب العاصمة قتل شخص السبت بينما كان يدافع عن عائلته التي تعرضت لهجوم من جماعة مسلحة. وقد فخخ المسلحون جثة القتيل قبل انسحابهم وأدى انفجارها الى جرح اثنين من رجال الدفاع المدني. وقتل خمسة اشخاص الاحد في عين بربر قرب عنابه في هجوم شنه مسلحون على سيارتهم. كما قتل عشرة اشخاص في فجوج قرب قالمة على ايدي مجموعة مسلحة خطفت ايضاً فتاتين. وقتل شخص وجرح آخر في ظروف مماثلة في دوار الفخاخرة قرب الشليف. وهاجم شخصان مسلحان مقهى في الرايس حميدو في الضاحية الغربية للعاصمة وقتلا شخصا وجرحا اربعة آخرين. وذكر شهود عيان ان اصوات رشقات من اسلحة آلية سمعت في باب الواد فجر الاثنين وفي حي باس حراج الشعبي مساء اليوم نفسه. ولم تعرف ظروف اطلاق النار هذا. واشارت الصحف ايضاً الى هجمات اخرى على قرى جرى صدها في مناطق وهران في الغرب، وجيجل على الساحل الشرقي، وبجاية في منطقة القبائل. وذكرت ان ثمانية اسلاميين مسلحين قتلوا على ايدي قوات الامن في العاصمة ومنطقتها.