عزف عدد كبير من المرشحين في الانتخابات البلدية عن إنشاء مقرات لحملاتهم الترويجية، إذ بدت الأحياء الواقعة ضمن الدائرتين السابعة والخامسة «شبه خالية»، في ما يبدو أنها خطوة لتجنب خسائر مادية ومعنوية «لن تكون ذات فائدة ترجى». وتخلى مرشحون عن الولائم والخيام وعنائها في مقابل الاكتفاء بالمواقع الإلكترونية والحملات الإعلانية في الصحف وغيرها، إضافة إلى إبراز بعض الصور لهم داخل الأحياء. وعزا المرشح عبدالله التويجري من الدائرة السابعة امتناعه عن إنشاء مخيم انتخابي إلى الاشتراطات الصعبة التي وضعتها الأمانة لإنشاء المواقع داخل الأحياء، «كأن تؤخذ المواقع على الشوارع الرئيسية، وهذا مكلف جداً» فالمواقع على الشوارع الرئيسية تكون أسعار استئجارها باهظة». وأضاف أنه استعان بالوسائل التقنية لجذب الناخبين مثل المواقع الالكترونية والإعلانات الحديثة، مشيراً إلى انه يسعى في بداية الأمر إلى نشر المعلومات الكافية عنه، وعما سيقدمه للمواطنين إذا انتخب، ثم يبدأ العمل في البحث عن الناخبين للتصويت. فيما توجه المرشح بكري الظهراني إلى الحملات الإعلانية في الصحف اليومية، معللاً تجنبه إنشاء مقر لحملته الانتخابية بتوقعاته «عزوف الناخبين عن زيارة تلك المواقع»، مضيفاً: «عدم وفاء المرشحين في الحملة الانتخابية الأولى بالوعود التي طرحوها في مقراتهم وإصابة المواطنين بخيبة أمل بهذا الشأن، جعل الكثير منهم يعزف عن الحضور إلى مقرات الناخبين. فيما أضاف المهندس أسامة كبوش: «أنه لجأ إلى إنشاء صفحات داخل المواقع الالكترونية مثل «فيسبوك» و»تويتر»، طارحاً في محتواها البرنامج الذي يعد بطرحه على المجلس البلدي الجديد». وتابع: «أحجمت عن إنشاء المقر داخل أحد الأحياء، لأظل قريباً من الواقع ومبتعداً عن الوعود، فالمرشح يجب أن يعد المواطنين بأشياء يستطيع الوفاء بها». في المقابل، عبر مواطنون عن استيائهم للغياب غير المتوقع لمقرات المرشحين داخل الأحياء، مستغربين اعتماد بعض المرشحين على الإنترنت الذي لا يجيد استخدامه الجميع، في حين أوضح عدد آخر أن إعلانات الصحف لن تكون كافية لتحديد المرشح الأفضل. وذكر المواطن محمد المازن أنه انطلق عصر أمس داخل الأحياء المحيطة بمنزله بحثاً عن مقر انتخابي، لكنه فوجئ بانعدامها، مشيراً إلى انه من المستغرب أن يتجنب المرشحون عمل مقرات للانتخابات كما في بقية دول الخليج والعالم. مضيفاً: «يجب على المرشحين الاطلاع على عمليات الانتخاب في الدول المجاورة، وكيف تسير بشكل محترف لجذب الناخبين». بدوره، استغرب عبدالعزيز النداف غياب المقرات الانتخابية على رغم وجود كبار السن الذين لا يجيدون استخدام الحاسب الآلي والإنترنت، ووجود أميين لا يجيدون القراءة والكتابة، متسائلاً: كيف سيختار هؤلاء الأشخاص المناسبين؟». وتابع: «أخبرني والدي أنه توجه إلى حي العزيزية (جنوبالرياض) لزيارة المقرات والاطلاع على البرامج المتنوعة للناخبين لاختيار المرشح الأفضل والمشاركة في صنع القرار، إلا أنه فوجئ بعدم وجود أي مقر لمرشح داخل الحي». مرشحون في مكاتبهم... ومواطنون «سيتفرجون»