لم تشهد الجولة الثانية من دوري زين السعودي أي تغيير يذكر في مستويات الفرق التي قدمتها في الجولة الماضية فأندية الشباب والأهلي والاتفاق نالت «الأفضلية» المطلقة على ما بذله لاعبوها خلال شوطي المباراة، وهو ما مكنهم من كسب الثلاث نقاط، من دون أي مقاومة «شرسة» فوق المستطيل «الأخضر»، وكانت أندية الأنصار ونجران وهجر الأقل عطاء عن بقية الفرق خلال هذه الجولة، التي غاب عنها فريقا الاتحاد والفتح بعد تأجيل مواجهتهم بسبب مشاركة الاتحاد في دوري أبطال آسيا. انضباطية الشباب لم يجد لاعبو الشباب مقاومة في أولى دقائق مباراتهم أمام الهلال كما كان متوقعاً، وتمكنوا من السيطرة على وسط الميدان بفضل التركيز الذهني أولاً، وبفضل تقاربهم داخل ملعب المباراة، إضافة للضغط على حامل الكرة في وسط الهلال، حتى أنهم استغلوا هذه السيطرة الباكرة في تنويع الاختراقات من الطرف الأيمن بوجود حسن معاذ وياتارا، أو في الجهة المقابلة بوجود عبدالله الأسطا وجيباروف، وتفرغ قلبا الدفاع تفاريس ووليد عبدربه ومن أمامهم محورا الارتكاز عمر الغامدي وفرناندوا لغلق منطقة العمق، المنطقة الوحيدة التي يحاول الهلاليون الاختراق منها، بوجود يوسف العربي ومن خلفه ايمانا والفريدي والشلهوب، ويعتبر الهدف الثاني مع الدقيقة (75) نقطة مهمة في حسم المباراة بنسبة كبيرة، في الوقت الذي كان العربي في الهلال يحاول منفرداً زيارة مرمى وليد عبدالله في العديد من الكرات، لهذا شهدت الدقائق المتبقية تسرعاً هلالياً قابله تحفظ شبابي، أدى في النهاية لحفظ توازن الفريق، والخروج بثلاث نقاط في غاية الأهمية، خصوصاً وهي تأتي من أشرس المنافسين على لقب دوري زين السعودي، وصاحب اللقب في الموسمين الماضيين. الأهلي وخطا «النار» للمرة الثانية ينجح فريق الأهلي بقيادة مدربه غاروليم في كسب نتيجة الفوز نتيجة تفوق وبراعة خطي الهجوم والوسط في الفريق المعززة بأفضل الأسماء، في فرض الهيمنة والسيطرة على منطقة المناورة، وكانت هذه المرة أمام فريق النصر الذي لم يتمكن لاعبوه من الاستمرار على البداية الجيدة التي كانوا عليها مع انطلاق المباراة، وعجزوا في مجاراة وسط الملعب التي يقف فيها رباعي الوسط الأهلاوي كماتشو وتيسير الجاسم ومعتز الموسى وبالومينو، ومن أمامهم الخطيران عماد الحوسني وفيكتور، فهذا السداسي أدى جهداً كبيراً من أول دقيقة إلى آخر دقيقة، تسبب في «ارتباك» مدافعي ووسط النصر، والمحصلة ركلتا جزاء في غضون 4 دقائق، كانت هي ركلتي حسم النتيجة لمصلحة الأهلي، ولا تعني أن الأهلي توقف عن تهديد مرمى خالد راضي، إلا أن اللافت هو تبديلات مدرب النصر غوستافو في الشوط الثاني، غيرت بشكل جيد من خطورة الفريق، وكانت بمثابة الدعم الحقيقي للاعب الهجوم والوسط النصراوي، حتى وإن كانت النهاية غير مثالية، إلا أن بصمة المدرب كانت واضحة بشكل لافت. تطور الاتفاق بالثلاثة الجماعية والانسجام الذي كان عليه فريق الاتفاق مكنه من هزيمة مستضيفه فريق نجران وبثلاثة أهداف من دون مقابل، وكانت قابلة للزيادة في دقائق محدودة في المباراة، فتألق خطوط الفريق الثلاثة دفاعاً ووسطاً وهجوماً «فرض» على لاعبي نجران «الاستسلام» من وقت باكر، وظلوا يتابعون تحركات لاعبي الاتفاق بقيادة يحيى الشهري والبرازيلي لآزروني، ومن أمامهم ثنائي الهجوم «المتناغم» يوسف السالم وتيغالي، إضافة لدور ظهيري الجنب الأيسر احمد سعد وعبدالمطلب الطريدي في الطرف الأيمن، فالهيمنة الميدانية لفريق الاتفاق، لم تكشف حال مدافعي الاتفاق ولا عمق الوسط، وبالتالي ظل حارس المرمى فايز السبيعي يقوم بدور «المتفرج» على معظم دقائق المباراة. ضيفا الدوري لا جديد فورة البداية لفريقي هجر والأنصار ضيفي دوري زين السعودي هذا الموسم لم تسعفهما في تجاوز صعوبات المباراتين، بالذات الأنصار، الذي خسر من فريق القادسية، ضيفه ومنافسه على مراكز المؤخرة بثلاثة أهداف نظيفة، لم يكن رد فعل لاعبي الأنصار حاضرة على رغم تواصل ولوج الأهداف على مدار شوطي المباراة، ووضحت معاناة الفريق من غياب محترفيه، إضافة لضعف إمكانات العديد من لاعبيه، وبالتالي انعكست جميع هذه الأمور على تحركات مدربه، الذي ظل مكتوف اليدين في ظل «تواضع» فريقه فنياً في هذا التوقيت الباكر، وفي الطرف الآخر حاول لاعبو هجر «التماسك» بقدر المستطاع، إلا أن ضياع ركلة الجزاء، ونفاد المخزون اللياقي لدى بعض لاعبيه، منح لاعبو التعاون وعلى رغم ظروف إبعاد علي التركي بالبطاقة الحمراء مع منتصف الشوط الثاني، الأفضلية وتهديد مرمى هجر بالعديد من الكرات أثمرت عن تسجيل هدف التفوق، ومن ثم تسيير المباراة وفق ما يرغب لاعبو التعاون ومن خلفهم مدربهم «الواقعي» في تعامله مع المباراتين الأوليتين له في الدوري. الرائد محير خسارة فريق الرائد بأربعة أهداف في مقابل هدف أمام الفريق «المنظم» الفيصلي لا تعكس حال الأسماء التي تتواجد ضمن تشكيل الفريق، ولا لدكة البدلاء، ووضح ضعف قراءة مدرب الفريق غوميز للعديد من النقاط، سواء في إصراره على وجود لاعبين ضمن التشكيل الأساسي، أم في سوء اختياره لمتطلبات الفريق قبل بداية الموسم، خصوصاً وهو من يستمر مع الفريق لموسم آخر، ولا يوجد لديه عذر في ذلك، على رغم أن الفريق قد بذل مجهوداً كبيراً في المباراة الأولى أمام نادي النصر، ولكن في النهاية خسر النقاط الأهم، وكسب المستوى، فقبل حالة الطرد للاعب عبده حكمي (66) لم يكن الفريق «مثالياً» فوق ملعب المباراة، ولم يشكل خطورة حقيقية، وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره، إضافة إلى أنه الفريق الأكثر تكاملاً من ناحية الأسماء عن منافسة الفيصلي، ويعتبر فريق الرائد «لغزاً» محيراً لجميع النقاد والمحللين، ونتائج الفريق تأتي معاكسة للعمل الإداري، الذي سخر جميع السبل أمام المدرب واللاعبين من أجل تحقيق النتائج المأمولة، إلا أن «التنظيم» والقراءة المميزة من مدرب الفيصلي زلاتكو، كانت وفق خيارات محدودة لم يبالغ، فيها، ويمنح منافسة المساحات المرجوة، إلى ان جاءت الفرصة عقب طرد عبده حكمي، وزج بورقة أثبتت نجاحها المتمثلة في بدر الخراشي مسجلاً هدفين متتاليين في غضون 10 دقائق، وكانت النهاية أن مفعول هذين الهدفين قد «أحبط» لاعبي الرائد، ووصلت الحال أن ينهار الفريق ويستقبل هدفاً رابعاً، بالذات أن الهفوات المتكررة من عمق الدفاع لم تجد تفاعلاً من المدرب بتعديل ما يمكن تعديله.