شهدت مباريات الجولة ال17 لدوري زين للمحترفين تراجعاً في المستوى الفني والتكتيكي لدى غالبية الفرق، ما خالف عطاءها في الجولة الماضية، نتيجة تأثرها بعوامل عدة، أدت في النهاية إلى أن يصل الحال كما وضح في أداء اللاعبين، وتفاعلهم ميدانياً أثناء شوطي المباراة. ويعد الشد العصبي أحد العوامل الرئيسة التي أثرت سلباً على طموحات اللاعبين، ومن خلفهم المديرين الفنيين، ويستثنى من ذلك هجر والفيصلي، اللذين قدما شوطين في قمة المثالية، من ناحيتي التركيز والرغبة الحقيقية في كسب المباراة، فالفيصلي نجح في استغلال جميع الفرص المتاحة، وسجل أربعة أهداف في مرمى ضيفه نجران، وهجر لم يكن موفقاً في استغلال عدد من الفرص الخطرة المتاحة، وخسر مباراته بهدف أمام ضيفه الاتفاق. "التوفيق" يبتعد عن الهلال حقق الأهلي مراده من مباراة الهلال في أقوى مباريات الجولة ال17، وخطف أغلى ثلاث نقاط، في الوقت الذي كان منافسه قريباً من التعادل، وربما الفوز، فالهلال ظهر منظماً ولديه الرغبة في تحقيق مبتغاه بالعودة القوية لمقعد الصدارة من بوابة الأهلي، رغم ظروفه الصعبة قبل المباراة، والمتمثلة في غياب أبرز لاعبيه، إضافة إلى شكوك مغادرة مدربه الألماني توماس دول، إلا أن الحيوية والشباب في تشكيل الفريق أثرا إيجابياً عليه الفريق وتحديداً في منطقة المناورة، بوجود العابد والثنائي الدوسري مع الشلهوب والغنام، فهذا الخماسي بتحركاته أزعج وسط الأهلي كثيراً، وعزل أبرز لاعبيه كماتشو وتيسير الجاسم عن مساندة الحوسني وفيكتور، حتى اضطر لاعبو الأهلي للاعتماد على الكرات المرتدة مع مرور دقائق المباراة، وهي التي جلبت هدف الفوز. ولم يكن لاعبو الهلال "محظوظين" مع الكرات السهلة القابلة للتسجيل، كما في كرتي المحياني والكوري بيونج، التي أثبتت مثالية ردة فعل لاعبي الهلال على هدف الحوسني، وعدم ارتباكهم، أو تسرعهم في بناء الهجمات. الشباب "زاد" معاناة الرائد يحسب للاعبي الشباب تمسكهم بأمل الفوز على فريق الرائد "العنيد" إلى آخر دقيقة من المباراة، خصوصاً وهم يلحظون مدى الارتباك الذي كان عليه قلبا دفاع الرائد الفرساني والمسلم تحديداً. وحصل الشباب على النقاط كاملة، في الوقت الذي كان فيه لاعبو الرائد أكثر تنظيماً وخطورة من مضيفهم في منتصف الملعب وفي الهجوم، إلا أن أخطاء قلبي الدفاع في التمركز والرقابة "أحبطت" أي دوافع للفوز، أو على الأقل الخروج بنقطة أمام فريق قوي كحال الشباب الذي يمتلك لاعبين لديهم حلول فردية تسهم في حسم أي مباراة. وتعد عودة الرائد للتعادل في مناسبتين أمام الشباب أمراً إيجابياً، مستفيداً من "التوهان" الدفاعي، الذي كان عليه تفاريس في المباراة. النصر والفوز المعنوي تحقيق النصر الفوز على الفتح كان بمثابة انتصار معنوي لمرحلة التطوير التي يشهدها الأول، ورافعاً للمعنويات قبل مواجهة الغريم التقليدي الهلال في بطولة كأس ولي العهد. ولا يمكن تجاهل نقاط التحول في المباراة لمصلحة النصر، سواء في ضياع ركلة الجزاء للفتح مع الدقيقة (44)، أو في حال الاستبعاد بالبطاقة الحمراء لمدافع الفتح كيموكو مع الدقيقة (59)، وهاتان الضربتان الموجعتان للفتح تسببتا سلباً في إحباط لاعبيه رغم محاولاتهم الخجولة هجومياً، إلا أن لاعبي النصر ومدربهم ماتورنا كانوا بالمرصاد، فأغلقوا المساحات، وقويت منطقة المناورة بعدد من اللاعبين. اللياقة والبدلاء "أحبطا" الأنصار احتاج الاتحاد 59 دقيقة حتى يتمكن من هز شباك الأنصار بأول هدف.. هذه المدة الطويلة التي بحث فيها الاتحاد عن التسجيل، لم تكن بسبب تكتلات دفاعية، أو في إبداع حارس مرمى الأنصار، بل للروح القتالية التي لعب بها لاعبو الأنصار من أول دقيقة، وضغطهم على حامل الكرة في وسط الاتحاد، حتى سجل الفريق خطورة حقيقية بتسديدة فهد بركة التي ارتطمت بعارضة الاتحاد، وكانت جرس إنذار للاعبي الاتحاد، الذين وضح الارتباك عليهم كثيراً، ما أفقد الفريق جزءاً كبيراً من هيبته الفنية. ولضعف المخزون اللياقي لدى لاعبي الأنصار، إضافة لافتقاد الفريق للبدلاء المهيئين، الذين يعتمد عليهم وقت الحاجة في الشوط الثاني، تحولت الكفة كثيراً للاتحاد فحقق أول أهدافه من كرة ثابتة، كانت الضربة القاضية، والمحبطة للاعبي الأنصار، وأضاف الاتحاد هدفين "ألغيا" أي مفاجأة قد يسجلها الأنصار. "التنظيم" يقوي الفيصلي من مباراة إلى أخرى يثبت الفيصلي جدارته بالنتائج الإيجابية نتيجة التنظيم التكتيكي الذي يسير عليه، ونجح لاعبوه في تطبيقه معتمدين على انسجامهم الكبير، وتطبيقهم للواجبات دون "تعقيد" أواجتهاد، فجماعية الأداء "سلاح" مثمر يتمتع بها الفريق دون سواه، لذلك من الطبيعي أن يحقق نتيجة كبيرة على نجران بأربعه أهداف. هذه النتيجة الكبيرة على نجران، أحد الفرق المتطوره فنياً في الجولات الماضية، فتحت التساؤلات حول المتسبب في غياب "الانسجام" في أداء نجران، وكيف تحول أخطر فرق الدوري في التعامل مع الكرات المرتدة إلى فريق "بطيء" في صناعة الهجمة؟. "تعثر" التعاون في الثاني لم يوفق مدرب التعاون (المقال) ستريشكو في إيجاد الحلول التكتيكية التي تضمن لفريقه المحافظة على هدفي التقدم مع مرور الدقيقة (52)، رغم توفر المعلومات بما يسجله القادسية دوماً مع الشوط الثاني، بل كاد أن يخسر فريقه المباراة، والقادسية يسجل هدفي التعديل، ويهدر مهاجموه فرصاً خطرة أمام مرمى فهد الثنيان. "الثابتة" تنقذ الاتفاق أحبط حارس الاتفاق فايز السبيعي المفاجأة التي كادت تحدث في ملعب الإحساء، حينما أبدع في التصدي لجميع الكرات الخطرة جداً على مرماه من مهاجمي هجر، ومنح هذا الإبداع فريقه ثلاث نقاط كاملة، لم تكن في الحسبان أثناء مجرى دقائق المباراة، خلاف ذلك كانت المباراة من طرف هجر، دون ردة فعل تذكر من لاعبي الاتفاق، الذين وقعوا في سلبية التمرير الخاطىء، ووضح تأثير غياب الهداف تيجالي، إضافة لصانع ألعاب الفريق يحيى الشهري. وتعد هذه المباراة درساً قاسياً ومفيداً للاعبي الاتفاق الذين يطمح فريقهم للمنافسة على المراكز المتقدمة. (واجهة الجولة) يستحق فريقا الفيصلي وهجر لقب "الأفضل" في الجولة ال17، وهما يقدمان مستوى فنياً، مقروناً بإيجاد عدد من فرص التسجيل. ووقف التوفيق بجانب الفيصلي، وابتعد عن هجر، ومن الصعب تمييز فريق على آخر، سوى بتسجيل الأهداف، الذي يذهب للفيصلي، فعلى مدار شوطي المباراة كان لاعبو الفريقين في قمة حضورهم الذهني، وفي أفضل عطاءاتهم.