سرت، بني وليد، تونس - رويترز، ا ف ب، ا ب - استمر القتال بالمدفعية وصواريخ «غراد»، بمساعدة القناصة، بين قوات المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا والموالين للعقيد القذافي في منطقتي سرت وبني وليد. ومع ادعاء قوات الحكومة الليبية الجديدة تحقيق انتصارات في جبهة سرت، أفاد مراسل وكالة «فرانس برس» عن شن قوات القذافي في بني وليد هجوماً مضاداً بالصواريخ استهدف موقعاً متقدما لمقاتلي المجلس الوطني، ما ادى الى وقوع اصابات في صفوف الثوار الليبيين. وقال عمر علي رمضان، احد المقاتلين: «مسحوا الموقع بالكامل بعدما استهدفوه بصواريخ غراد». وأضاف، فيما كان يحتمي مع مقاتلين آخرين قرب منزل مهجور وسط دوي انفجارات في مكان قريب: «سقطت نحو سبعة صواريخ على الموقع الذي كنا نتمركز فيه». وتحدث احد القادة العسكريين للمجلس عن احضار حوالى ألف مقاتل من طرابلس الى جبهة بني وليد في محاولة للسيطرة عليها نهائياً، كما قال قائد المجلس العسكري في مصراتة سالم جحا ل «وكالة فرانس برس»، إن ستة آلاف مقاتل على الاقل ينتشرون على جبهة سرت، داخلها وفي محيطها «أتى معظمهم من مصراتة». وأوضح ان مطار سرت بات تحت سيطرة مقاتليه تماماً منذ مساء الجمعة، و «اننا نركز الآن على مجموعة من مباني المدينة وضواحيها لا سيما في وادي ابو هادي حيث تتجمع قوات القذافي». وأكد «ربما كانت هناك جيوب مقاومة، لكنهم لن يتمكنوا من التفوق على القوات الثورية الكثيرة»، مضيفاً ان «تحرير سرت بات الآن محسوماً، وهدفنا الآن هو تحرير الجنوب». وقال الملازم عبد الوحيد العقوري، الضابط السابق في الجيش النظامي: «اننا نسيطر الآن على الطريق السريع والجزء الجنوبي من المدينة». ووقعت معارك ايضاً في بعض الاحياء، و «هاجم الموالون للقذافي قوات المجلس الوطني بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، لكنها تلقت رداً بصواريخ غراد». وأوضح القائد جحا: «اننا لا نستعمل اسلحة ثقيلة الا لحماية الثوار عندما يتم استهدافهم». وتحدث عن 1200 آلية مدرعة داخل سرت وفي محيطها، اتى معظمها من مصراتة. وذكرت مراسلة ل «فرانس برس» على نقطة تفتيش على بعد 30 كلم غرب سرت، أن عدداً كبيراً من سيارات بيك أب محمَّلة بالمقاتلين والبطاريات المضادة للطائرات تتوجه الى المدينة، وكذلك شاحنات محملة بالذخائر. وذكر حلف شمال الاطلسي في تقريره اليومي، أنه اصاب عشرين هدفاً الجمعة حول سرت، كما شاهد سيارة مكشوفة على متنها ثلاثة اسرى قال المقاتلون إنهم قناصة من رجال القذافي كانوا متربصين. ولا توجد حصيلة دقيقة لأعداد القتلى الذين سقطوا في بني وليد او سرت من المدنيين او المتقاتلين وفي محيطهما منذ بداية المعارك الضارية قبل حوالى اسبوع. وأفادت وكالة «رويترز» من تونس، أن موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافي قال في اتصال هاتفي مع مكتبها «ان الضربات الجوية لحلف شمال الاطلسي على سرت أثناء الليل أصابت مبني سكنياً وفندقاً وقتلت 354 شخصاً». ولم يتسن الحصول على تأكيد فوري، اذ أن سرت مسقط رأس القذافي انقطعت عنها الاتصالات بشكل كبير منذ سقوط طرابلس. وقال الكولونيل رولاند لافوا، المتحدث باسم حلف الاطلسي في بروكسل: «نحن على علم بهذه المزاعم... هذه ليست المرة الاولى التي تصدر فيها مثل هذه المزاعم. كثيراً ما تبين أنها لا أساس لها من الصحة أو غير مؤكدة». وقال ابراهيم، في اتصال هاتفي عبر الاقمار الاصطناعية: «إن الحلف هاجم سرت الليلة الماضية (ليل الجمعة) بأكثر من 30 صاروخاً استهدفت الفندق الرئيسي بالمدينة ومبنى يضم أكثر من 90 شقة سكنية، ما أسفر عن 354 قتيلاً» مشيراً الى أن هناك 89 مفقوداً وحوالى 700 مصاب في ليلة واحدة. وأوضح أن القذافي يدير بنفسه المقاتلين الموالين الذين يتصدون لقوات الحكومة الموقتة في المعاقل المتبقية للقذافي في ليبيا، كما يدير كل جوانب الصراع ويتحدث مع الناس ويلقي كلمات ويناقش ويتابع كل شؤون المقاومة. وأوضح «أن القذافي في ليبيا وواثق من الانتصار». وشدد على أن قوات القذافي قادرة على مواصلة هذا القتال ولديها أسلحة تكفيها لشهور وشهور، وأنه خلال السبعة عشر يوماً الماضية قتل أكثر من ألفين من سكان سرت في ضربات حلف شمال الاطلسي.