شدد الثوار ضغوطهم على آخر معاقل نظام القذافي وخصوصا في سرت، غداة اعتراف الأممالمتحدة بالمجلس الوطني الانتقالي. وأعلن قائد المجلس العسكري في مدينة مصراتة سالم جحا أمس أن ستة آلاف مقاتل على الأقل تابعين للسلطات الليبية الجديدة، منتشرون على جبهة سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي الفار. وأوضح أن مطار سرت بات تحت سيطرة مقاتليه تماما منذ مساء أول من أمس. وأضاف "أننا نركز الآن على مجموعة من مباني المدينة وضواحيها لا سيما في وادي " أبو هادي " حيث تتجمع قوات القذافي". وأكد "ربما كانت هناك جيوب مقاومة لكنهم لن يتمكنوا من التفوق على القوات الثورية الكثيرة"، مضيفا أن "مسألة تحرير سرت باتت الآن محسومة، لقد انتهت، وهدفنا الآن هو تحرير الجنوب". من جانبه، أكد الملازم عبد الوحيد العقوري الضابط السابق في الجيش النظامي أنهم يسيطرون "الآن على الطريق السريع والجزء الجنوبي من المدينة". ووقعت معارك أيضا في بعض الأحياء، وهاجم الموالون للقذافي قوات المجلس الوطني الانتقالي بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، فيما ردت الأخيرة بصواريخ غراد. وأوضح جحا أنه أبلغ بأن نصف المدنيين في المدينة التي دخلها أنصار المجلس الوطني الانتقالي مساء الخميس الماضي قد فروا، مشيرا إلى أن الثوار يبذلون كل ما في وسعهم لتجنب الخسائر البشرية. وقال "إننا لا نستعمل أسلحة ثقيلة إلا لحماية ثوارنا عندما يتم استهدافهم". وذكر حلف شمال الأطلسي في تقريره اليومي أنه أصاب عشرين هدفا الجمعة حول سرت. وقال موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافي إن الضربات الجوية لحلف الأطلسي على سرت أثناء الليل أصابت مبني سكنيا وفندقا وقتلت 354 شخصا. وذكر المتحدث باسم حلف الأطلسي في بروكسل الكولونيل رولاند لافوا "نحن على علم بهذه المزاعم... هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها مثل هذه المزاعم. كثيرا ما تبين أنها لا أساس لها من الصحة أوغير مؤكدة". وأوضح إبراهيم أن القذافي يدير بنفسه المقاتلين الموالين له الذين يتصدون لقوات الحكومة المؤقتة في المعاقل المتبقية للقذافي في ليبيا. وقال إن القذافي يدير كل جوانب الصراع ويتحدث مع الناس ويلقي كلمات ويناقش ويتابع كل شؤون المقاومة. وفي الإطار نفسه قام الثوارالذين يشنون هجوما على بني وليد، بانسحاب تكتيكي بعد توغل في المدينة. وقال قائد "لا يفيد بشيء الاحتفاظ بالمواقع خلال الليل في بيئة معادية"، ملمحا إلى أن عددا كبيرا من القناصة المتحصنين في وسط المدينة يشكلون خطرا على رجاله خلال الليل. وكانت قوات الثوار دخلت أول من أمس هذا المعقل الموالي للقذافي وخاضت فيه معركة شرسة خصوصا في قطاع السوق. وسقط ستة على الاقل من الثوار خلال المعارك فيما أصيب أكثر من 20 آخرين.