كشفت مصادر أمنية رسمية رفيعة المستوى أن الاعتداء الذي استهدف فجر أمس دورية تابعة لفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في بلدة جلالا الواقعة على الطريق الدولية في منطقة البقاع الأوسط (زحلة) وأدى إلى جرح اثنين من عناصرها أحدهما إصابته بليغة، يرتبط مباشرة بالحملة التي يقودها الفرع على من تبقى من المتهمين في خطف الإستونيين السبعة في المنطقة الصناعية في زحلة في 23 آذار (مارس) الماضي وأفرج عنهم في 14 تموز (يوليو) في سهل الطيبة بين مدينة بعلبك وبلدة النبي شيت. وأكدت المصادر نفسها ل «الحياة» أن فرع المعلومات لم يتوقف عن مطاردة المجموعة التي تقف وراء خطف الإستونيين المؤلفة من 16 شخصاً من جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية، كان أوقف منها 9 أشخاص بعد أيام من حصول عملية الخطف ومن ثم شخص عاشر وفر آخر بعد أن اشتبك مع مجموعة من الفرع في جرود بلدة عرسال وأصيب بقدمه كما أصيب أحد عناصر الدورية بجروح طفيفة. ولفتت المصادر إلى أن دوريات قوى الأمن عززت حضورها في منطقة البقاع وتقوم حالياً بحملات تعقب ودهم ومراقبة وملاحقة لقطع الطريق على قيام من تبقى من المتهمين الفارين في خطف الإستونيين بعمليات خطف جديدة في ضوء ما توافر من معلومات مؤكدة أنهم يخططون لخطف أجانب في حال وجودهم في البقاع... وأوضحت المصادر عينها أن قوى الأمن تملك معلومات كافية عن هوية أفراد المجموعة المسلحة التي خططت لخطف الأجانب بغية تهديد الاستقرار في البقاع من جهة للحصول على فدية في مقابل الإفراج عنهم على غرار ما حصل مع الإستونيين السبعة. وتابعت أن المجموعة التي اعتدت فجر أمس على دورية من فرع المعلومات معروفة بجميع عناصرها، لكن قيادة قوى الأمن الداخلي تتكتم عن هويات من تبقى فاراً منهم من وجه العدالة. وأكدت المصادر أن المعتدين على عناصر الدورية يتبعون أسلوباً جديداً لنصب الكمائن لقوى الأمن أو لاختطاف الأجانب يتمثل في السطو على السيارات لاستخدامها في عملياتهم ثم سرعان ما يضرمون النار فيها. وفي هذا السياق قالت إنه لم يمضِ أكثر من ثلاثة أرباع الساعة على قيام هذه المجموعة الإرهابية بسلب سيارة المرسيدس من صاحبتها الدكتورة سلام مسعد في بلدة جب جنين حتى نظمت الاعتداء على دورية لفرع المعلومات من سيارتين عاديتين. وأكدت أن سرقة السيارة حصلت في الثانية فجراً وأن الاعتداء على الدورية وقع في الثالثة إلا ربعاً ما حال دون الإسراع في إبلاغ قوى الأمن بحادثة السلب من قبل الأشخاص أنفسهم الذين استهدفوا الدورية وكانوا في سيارة رباعية الدفع سوداء اللون لحظة اعتراض صاحبة المرسيدس وسلب سيارتها. وأفادت المصادر الأمنية بأن أفراد المجموعة أحرقوا، بعد نصف ساعة من الاعتداء على عناصر الدورية، سيارة المرسيدس في مكب للنفايات في بلدة غزة الواقعة في جوار جب جنين. وقالت إنهم أضرموا النار فيها لمنع الأدلة الجنائية من رفع البصمات عنها وأي آثار يمكن أن تستخدم لإجراء فحص الحمض النووي «D.N.A» لتحديد الهوية الوراثية للمجرمين. وكان المجهولون الذين نفذوا الكمين الذي اصيب فيه العنصران في فرع المعلومات الرقيب اول جوزف الاشقر والرقيب اول الياس نصر الله يراقبون السيارة المستهدفة وهي من نوع نيسان ساني تحمل الرقم 172493/ص تعود لفرع المعلومات. وقبل وصولهم الى السيارة المستهدفة بأمتار عدة فتحوا النار عليها مستعملين اسلحة رشاشة (كلاشنيكوف) واكملوا امطارها بالرصاص حتى مفرق بلدة جلالا حيث انعطف المسلحون بسيارتهم وسلكوا الطريق الدولية شتورة - دمشق. ولحقت السيارة الاخرى التابعة لفرع المعلومات بسيارة المسلحين التي توارت عن الانظار. وعلى الفور نقل العنصران المصابان الى مستشفى البقاع في تعلبايا حيث اخضع نصر الله الى عملية جراحية بعد اصابته بثلاث رصاصات في البطن والصدر والرأس، وكانت اصابة البطن اخطرها، في حين اصيب الاشقر برصاصتين واحدة في كتفه والثانية في رجله. أما السيارة المستعملة في الكمين وهي من نوع «مرسيدس ميني غواصة» رصاصية اللون والمسروقة من مسعد وهي طبيبة تخدير تعمل في مستشفى حامد فرحات في جب جنين، فكانت سلبت منها بقوة السلاح على طريق جب جنين – كفريا اثناء عودتها الى منزلها في صغبين وفق ما اشارت في افادتها عند القوى الامنية في زحلة. واستدعى الاعتداء على فرع المعلومات استنفاراً امنياً وقام عناصر الادلة والمكتب الفني في فرع المعلومات على فحص السيارة المحترقة ومن ثم تم نقلها الى مدينة زحلة.