كثفت الأجهزة الأمنية اللبنانية امس، عمليات بحثها عن المخطوفين الأستونيين السبعة في البقاع، والذين يمر اليوم على خطفهم اسبوع كامل. وتناوب على عمليات المداهمة والاستقصاء الجيش اللبناني وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، تارة في البقاع الغربي، وتحديداً في بلدة الصويري، وتارة في البقاع الاوسط، وتحديداً في بلدة مجدل عنجر، وأسفرت المطاردات عن إصابة عنصر من شعبة المعلومات بجروح فجراً وتوقيف مشتبه به في الصويري. ولاحقاً اوقف الجيش اللبناني شخصاً يملك فاناً في مجدل عنجر. وذكرت مصادر امنية ل «الحياة»، أن شعبة المعلومات كانت تمكنت من توقيف مجموعة من ثلاثة لبنانيين تعرّفت من خلال اعترافاتهم إلى الفان الذي استُخدم في خطف الأستونيين ومعرفة هوية صاحبه. وتبين ان ثمة مجموعة أخرى مهمتها المراقبة، وهي من أطلق النار على عناصر الشعبة لدى مداهمتهم فجراً «إحدى مناطق البقاع»، كما جاء في البيان الصادر عن شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي. واضافت المصادر أن الشبهة حالياً تدور حول عصابة يرأسها المدعو درويش عبد النور خنجر، قد تكون هي التي قامت بعملية الخطف. وأوضح المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي في حديث الى «الوكالة الوطنية للإعلام» أنه «إثر وقوع حادث الخطف أنشئت خلية أزمة في قوى الامن الداخلي لمتابعة هذا الملف لكونه ملفاً خطراً، وخصوصاً أن المنطقة تعيش زلزالاً كبيراً، ويفترض الحؤول دون وقوع أي ارتدادات على لبنان»، مشيراً الى «أن هذه الخلية مكونة من الوحدات العملانية الامنية في قوى الامن وقيادة الدرك والشرطة القضائية والقوى السيارة وشعبة المعلومات، والعمل بدأ بأقصى طاقة ممكنة بمتابعة مباشرة مني وبإشراف وزير الداخلية (في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود) وتمكنت شعبة المعلومات من توقيف ثلاثة أشخاص مرتبطين بعملية تأمين الفان الذي جرى استعماله في الخطف، وكذلك الامر بسيارة المرسيدس المستخدمة وتبين أنها مسروقة». وأشار الى أنه «ليل (اول من) أمس كشفت شعبة المعلومات أحد الاماكن التي تستخدمها المجموعة ملجأ لها، فجرى دهمه وحصلت مواجهة بالاسلحة النارية أصيب على أثرها أحد عناصر شعبة المعلومات في رجله برصاصتين، واستخدمت تعزيزات عبارة عن مصفحات وعناصر قوى سيارة وعناصر فرع الحماية والتدخل في شعبة المعلومات، ونفذوا عمليات دهم ومطاردة في الاماكن المحتملة للجوء المطلوبين وفي المناطق الجردية، وكنت اتابع ووزير الداخلية ما يجري طيلة فجر اليوم (أمس)». وعاد اللواء ريفي عنصر شعبة المعلومات الذي أصيب خلال المطاردة وهو يعالج في احد مستشفيات بيروت. من هو رئيس العصابة؟ وأشارت المعلومات الاولية إلى أن الرأس المدبر اللبناني خنجر مطلوب للقضاء العسكري بموجب مذكرات توقيف غيابية صادرة بحقه في قضايا تتصل بأعمال ارهابية تهدف الى التخطيط لقتل عناصر من الجيش، وورد اسمه في اكثر من ملف امام القضاء العسكري تتعلق بقتل عسكريين اثناء مداهمات للجيش في بلدة مجدل عنجر البقاعية ومحيطها بحثاً عن مطلوبين. وكانت آخر مناسبة ورد اسمه فيها، نصب كمين في بلدة مجدل عنجر في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي للرائد في الجيش اللبناني عبدو جاسر والرقيب زياد الميس وقتلهما. ويلاحَق خنجر مع عشرة آخرين امام المحكمة العسكرية بالتخطيط لضرب باص للجيش في منطقة البقاع وقتل العناصر الموجودة فيه وضرب باص إيراني لخلق فتنة مذهبية. وهذه الملفات لا تزال في طور المحاكمات امام المحكمة العسكرية، فيما صدرت أحكام بحق خنجر في جرائم إطلاق نار بصورة غيابية. مجلس الأمن الفرعي وعقد مجلس الأمن الفرعي في محافظة البقاع أمس اجتماعاً برئاسة المحافظ القاضي انطوان سليمان، وعرض لمجريات التحقيقات في حادثة خطف الأستونيين وعمل القوى الامنية في هذا المجال. كما ناقش حادثة التفجير في كنيسة السيدة وما وصلت اليه التحقيقات ومدى ارتباطها بعملية الخطف. وأكد المجتمعون «ضرورة تركيب كاميرات في الشوارع العامة وربطها بغرفة العمليات لمراقبة أي أعمال مشبوهة او جرائم وتعقُّب مرتكبيها، كما تقرر «تكثيف الدوريات والعمل على توقيف كل سيارة تضع عازلاً لأشعة الشمس من دون ترخيص قانوني». وتقرر «إبقاء الاجتماعات مفتوحة، خصوصاً في فترة الاعياد».