استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي وبحث معه في تطورات الشرق الأوسط، خصوصاً قرار السلطة الوطنية الفلسطينية التوجه إلى الأممالمتحدة (استحقاق ايلول) من أجل المطالبة بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين وموقف الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية إزاء ذلك. وقالت مصادر رسمية ل «الحياة» ان الوزير الألماني عبّر عن موقف بلاده المعارض لتوجه السلطة الفلسطينية الى الاممالمتحدة لنيل الاعتراف، مبدياً خشيته من «آثار تلك الخطوة على السلطة الفلسطينية ومستقبل عملية السلام»، لكنه لم يقدم مشروعاً يمكن ان يلبي طموح الموقف العربي بإعلان الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس. ودعا العاهل الاردني الى استمرار ألمانيا وأوروبا في دعم جهود تحقيق السلام الشامل وصولاً إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وفق حل الدولتين. واعتبر أن حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً يعالج جميع قضايا الحل النهائي، بما في ذلك موضوعا القدس واللاجئين يشكل أولوية للأردن الذي يدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ونيل حريته واستقلاله. وأكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الاثنين اهمية توفير الظروف الملائمة امام الفلسطينيين والاسرائيليين للعودة الى طاولة المفاوضات. ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) عن الملك عبدالله تشديده خلال استقباله الموفد الخاص للجنة «الرباعية» للشرق الاوسط توني بلير، على «اهمية دور دول الاتحاد الاوروبي والرباعية الدولية والمجتمع الدولي في توفير الظروف الملائمة أمام الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي للعودة الى طاولة المفاوضات ومعالجة جميع قضايا الوضع النهائي». من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني بعد لقائه الملك أن بلاده تشجع على تحريك عملية السلام وإخراجها من حال الجمود من خلال العمل على استئناف المفاوضات المباشرة، مضيفاً انها تعارض توجه السلطة الفلسطينية الى الاممالمتحدة. وكان الوزير الالماني التقى نظيره الاردني ناصر جودة في اطار جولة في المنطقة تشمل الاردن واسرائيل حيث يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس شمعون بيريز ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان. وبحث الجانبان في لقاء ثنائي تبعه لقاء موسع لم يتجاوز كلاهما 40 دقيقة، في سبل تحريك عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط وموضوع سعي السلطة الفلسطينية الى الحصول على اعتراف بدولة فلسطينية من الاممالمتحدة. واعرب الجانبان عن تأييدهما لحل الدولتين كوسيلة وحيدة لإنهاء الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي وإحلال السلام في الشرق الاوسط. وأكد فسترفيلي ان ألمانيا تريد أن تكون إسرائيل داخل حدود آمنة، لكنها تريد أيضاً أن تكون هناك دولة مستقلة قابلة للحياة للشعب الفلسطيني، معرباً عن اعتقاده بأن الوصول إلى النجاح عبر هذا الطريق لن يتحقق إلا بالمفاوضات وليس بالمواجهات. واعرب عن امله في التوصل الى موقف اوروبي موحد تجاه الطلب الفلسطيني في الاممالمتحدة. كما بحث جودة وفسترفيلي الوضع في ليبيا، اذ أشاد المسؤول الالماني بالاستعداد الاردني لمساعدة الشعب الليبي في بناء مؤسساته المدنية والعسكرية. واتفق الجانبان على وجوب وقف اراقة الدماء في سورية والبدء في طريق الاصلاح الذي يفضي الى ضمان مستقبل افضل لسورية. وكان فسترفيلي التقى في عمان مساء امس الرئيس محمود عباس لمناقشة السبل والوسائل الممكنة على أرض الواقع، والتي من شأنها جعل المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع أمراً ممكناً. وأكدت المصادر الديبلوماسية في عمان ان عباس اكد للوزير الألماني إصراره على التقدم بطلب للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية من خلال الأممالمتحدة.