تظاهر أمس معارضون سوريون أمام مقر الجامعة العربية في القاهرة، فيما رفض مؤتمر عقدته المعارضة السورية في العاصمة المصرية اقتراح المبادرة العربية التي نقلها الأمين العام للجامعة إلى الرئيس بشار الأسد السبت الماضي استمرار الأخير حتى نهاية ولايته في العام 2014. وتستعد قوى المعارضة السورية في القاهرة بالتنسيق مع ائتلافات ثورية مصرية عدة لتنظيم تظاهرة حاشدة اليوم أمام مقر الجامعة تزامناً مع عقد مجلس وزراء الخارجية العرب. وقال عضو الأمانة العامة ل «اتحاد الأحرار السوريين» الناشط ورد حداد ل «الحياة»: «نريد أن يصل صوت الشعب السوري إلى الجامعة التي يفترض أن تتجدد مع الربيع العربي وتراعي مصالح الشعوب وليس مصالح الأنظمة الفاسدة». وأكد أن «الشعب السوري لم يتلق أي دعم عربي حتى الآن»، مشيراً إلى أن «المبادرة العربية لا تعني الشعب ولم تصل إليه. هي قدمت للحكومة ولم يأخذ رأي الشارع ولا المعارضة وبالتالي لا ننظر فيها». وكانت أعمال «ملتقى الوحدة الوطنية» التي استغرقت يومين اختتمت في القاهرة الليلة قبل الماضية وحضرها نحو 100 من المعارضين السوريين من الداخل والخارج يمثلون قوى وأحزاب سياسية وتنسيقيات وشخصيات مستقلة. وأكد الملتقى في بيانه الختامي «دعم وتأييد وإمداد الثورة السورية بكل ما تحتاجه من أشكال الدعم المادي والإعلامي والحقوقي، وإيجاد آليات ووسائل لتحقيق تلك الأهداف». وجدد المشاركون رفضهم استمرار الأسد في الحكم «لأي فترة كانت». وقال البيان إنه «يلتزم بالشعارات التي رفعها الشعب، ويرى أن التراجع عن إسقاط النظام الاستبدادي الأمني تحت أي حجة كانت، خيانة لدماء الشهداء ولأهداف الثورة السورية المباركة». وأعلن التزام المشاركين «بالسقف الوطني ولائحة المطالب والتوجيهات التي تصدرها الهيئة العامة للثورة السورية وتشكيلات التنسيقيات ذات الصدقية كافة وتعتبر التراجع عنها أو محاولات الالتفاف عليها مسألة لا تخدم الثورة وتسيئ إلى نضال الشعب السوري وتضحياته». وأعلن تأييده «توحيد جهود المعارضة في الداخل والخارج بقواها وأحزابها وتكتلاتها»، معتبراً أن «مؤتمرات المعارضة شكلت إرثاً تراكمياً يمكن البناء عليه والاستفادة من عناصره الإيجابية الداعية إلى تشكيل هيئات تمثيلية تكون مرجعيتها وغالبية شخصياتها في الداخل». وأكد أن «تشكيل هيئة خارجية للثورة تنسق جهود الخارج وتكون ذات صلة وثيقة بالداخل وحراكه، صار مطلباً ملحاً يجب الإسراع بالقيام به». من جهة أخرى، التقى أمس وفد سوري معارض القائم بالأعمال الروسي في القاهرة ايفان مولتوكوف. ويضم الوفد عميد الحقوقيين السوريين هيثم المالح والبروفيسور منذر ناقوس ورئيس المنظمة الآشورية في أوروبا عبدالأحد اصطيفوا ورئيس «منظمة سواسية لحقوق الإنسان» بسام اسحاق ورئيس «تجمع 15 آذار من أجل الديموقراطية» عبدالرؤوف درويش والناشط الشاب أحمد منجوني. وقال النائب السوري السابق محمد مأمون الحمصي إنه «تم خلال اللقاء طرح أبعاد الأزمة في سورية بمنتهى الشفافية، وأبدى هيثم المالح دهشته من الموقف الروسي الذي عبر عنه مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة بتأييده للمرسوم الرقم 55 الذي أصدره الأسد تحت شعار الإصلاح رغم أنه في حقيقته يعطي صلاحيات أوسع لقوى الأمن لقتل واعتقال المواطنين العزل». وشرح المالح للقائم بالأعمال الروسي «ما يدور في داخل سورية وما يجري للشعب من عمليات قتل واعتقال وترويع لا تتوقف، وحرص الشعب السوري على إقامة علاقات مثلى مع الشعب الروسي من خلال تبني الموقف الرسمي الروسي طموحات ومطالب شعب سورية وتأييدها وعدم الانحياز بصفة كلية إلى النظام». ورأى الحمصي أن «روسيا تستطيع وقف حمام الدم في سورية باتخاذ موقف حاسم إزاء نظام الأسد خصوصاً أن هذا النظام يستمد الهواء الذي يتنفسه من روسيا». وشدد على أن المعارضة «ستتعامل بموضوعية مع أي مبادرة للحل لكن ذلك مرهون أولاً بوقف أعمال القتل وسحب الدبابات من الشوارع ثم الحديث بعد ذلك عن المفاوضات».