تنتشر هذه الأيام في الأراضي الفلسطينية، حملات شبابية كثيرة تهدف إلى دعم توجه القيادة الفلسطينية في انتزاع مقعد للدولة في الأممالمتحدة، نهاية الشهر الجاري وهو ما بات يعرف ب «استحقاق أيلول». ومن أبرز هذه الحملات، حملة «فلسطين تستحق» التي أطلقت قبل أيام مبادرة «المقعد الطائر» وتقوم على نقل نموذج فلسطيني الصنع لمقعد الأممالمتحدة الأزرق إلى عدد من العواصم على أمل انتزاع اعتراف دولي بفلسطين لتصبح الدولة رقم 194 في العالم. ورفع شابان فلسطينيان من المتطوعين في الحملة المقعد الأزرق القابل للطي، ليستقر في رحلته الأولى عند ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، قبل أن يحط رحاله في بيروت أولى محطاته العربية والعالمية باتجاه نيويورك. وقال أيمن صبيح، منسق الحملة: «لما كان المقعد الأممي مطلباً يعبر بواقعية عن الشكل الديبلوماسي لفلسطين كدولة، وإيماناً منا بحق الفلسطينيين بالعيش بحرية وسلام في دولة مستقلة، قررنا في حملة «فلسطين تستحق»، أن نرسل مقعد دولتنا بأنفسنا إلى الأممالمتحدة، حيث سنجول بالمقعد الأزرق في عدد من العواصم العربية والأجنبية». وأضاف: «حجم هذا المقعد الرمزي يماثل مقاعد الدول الأخرى في الأممالمتحدة، من حيث التمثيل والصوت والطبيعة القانونية». وأكد صبيح أن الرسالة الهادئة والسلمية التي يحملها «المقعد الطائر» تعكس حال الفلسطينيين للعيش بحرية وسلام في وطنهم، على غرار بقية شعوب الأرض. ويعتبر «المقعد الطائر» باكورة حملة شعبية غير مسبوقة من حيث الابتكار والرمزية، وسينطلق من فلسطين ليحل ضيفاً على لبنان، رئيس مجلس الأمن الدولي، ومن ثم سيتوجه إلى قطر المحطة الثانية، التي تترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذه الدورة، إضافة إلى تنقله في كل من موسكو، باريس، بروكسيل، مدريد ولندن، قبل أن يحط في نيويورك. وستقام نشاطات عدة رسمية وشعبية في كل من هذه العواصم احتفاء بالمقعد القابل للطي، وسيحمله وفد شعبي من القائمين على الحملة. وقال صبيح: «قبول فلسطين دولة ذات عضوية كاملة في الأممالمتحدة أحد أهم عناصر تحقيق الاستقلال، وإقامة الدولة المنشودة». وعبر صبيح عن سعي المجموعة الناشطة إلى تسليم المقعد الفلسطيني في نيويورك إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس مجلس الأمن، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة, قائلاً: «نحن ذاهبون إلى الأممالمتحدة نحمل مقعدنا بأيدينا». وحول الدور المتفاعل للشباب في مثل هذه الحملات، قال الناشط سمير حجاري: «نحن مجموعة من الشباب كل ما يهمنا تقديم شيء ما لفلسطين. ففي المرحلة التي تتوجه فيها القيادة إلى الأممالمتحدة، وجدنا أنه لا بد من بصمة شبابية داعمة لهذا الموقف، خاصة مع قناعتنا التامة بقدرة الشباب على التغيير». وأشار حجازي إلى أن الفكرة «جاءت نتيجة جلسات عصف ذهني بين الشباب، وسبقت خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي عارض فيه خطوة القيادة الفلسطينية نحو الأممالمتحدة، لكنها تعززت أكثر بعد هذا الخطاب». وكان شباب فلسطينيون من داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها أطلقوا أخيراً حملة «لا تتراجع» بالتنسيق مع منتدى «شارك»، لدعم جهود الاعتراف بدولتهم وبالموقف الفلسطيني للتوجه الى العالم لنيل الاعتراف تحت شعار «نريد ثباتاً على الموقف، سئمنا الوعود». وأكد التجمع حق تقرير المصير في رحلة نضال سلمي تبدأ بالاعتراف بالدولة، ولا تنتهي إلا بنيل جميع حقوق الشعب الفلسطيني، رافضاً التراجع عن القرار المستقل، مهما كانت الضغوط تحت شعار «كلنا من أجل فلسطين موحدة». وأكد الشباب الفلسطينيون في حواراتهم التي أجريت بين أبناء الداخل وأبناء الشتات وحدة المصير، والنضال من أجل الحقوق المشروعة، وانهم على اختلاف مواقعهم، وتباين أولوياتهم، متمسكون بحق تقرير المصير، وباعتبار النضال الفلسطيني في الضفة والقطاع والقدس، والجليل والنقب والمثلث داخل الخط الأخضر، والشتات، هو نضال واحد، لشعب واحد. وأطلق «ملتقى شباب محافظة قلقيلية» الإلكتروني، وهي محافظة شمال الضفة الغربية، حملة إلكترونية بعنوان «حق واستحقاق». وتهدف الحملة الى «تدوين وتصميم وتأييد لاستحقاق أيلول», وقال القائمون عليها: «الدنيا كلها تكالبت علينا وفجأة ظهر الحق وأصبحت الغالبية تقف معنا إلا أعداء الأمس وأعداء اليوم إسرائيل وأميركا... أبو مازن نحن معكم إلى الأممالمتحدة لأن هذا حقنا... نحن شباب قلقيلية نعي أنه يجب أن يكون لنا دور ولو بسيط في دعم هذا الحق الفلسطيني... ساهم معنا بنشر مدونة لك عبر موقع ملتقى شباب قلقيلية أو تصميم أو كلمة أو رسالة لدعم «استحقاق أيلول». ولم تقتصر المبادرات الشبابية على الأطر المستقلة، أو شبه المستقلة، بل كان للأطر الشبابية في بعض الأحزاب الفلسطينية مبادرات في السياق نفسه, ومنها مبادرة اتحاد شباب الاستقلال، الفرع الشبابي للاتحاد الديموقراطي الفلسطيني «فدا». وتحدثت سهام البرغوثي، نائب الأمينة العامة ل «فدا»، عن إجراء الحزب اتصالات مع عدد من الهيئات الشبابية الدولية من أجل تفعيل هذه المبادرة، كل في بلدها، «باتجاه مساندة الاستحقاق الذي يعتبر نجاحه عاملاً أساسياً لتحقيق الأمن والسلام، خلافاً لما تروجه إسرائيل من أن الخطوة الفلسطينية تضر بعملية السلام».