تحولت برامج الكاميرا الخفية في قنوات شعبية خلال شهر رمضان الماضي إلى برامج من الواقع العصيب، خصوصاً أن ضيوف تلك القنوات لا يملكون ثقافة تؤهلهم إلى تحمل الموقف الطريف، ما جعل عدداً منهم يخرج سلاحاً حقيقياً في وجوه المذيعين والعاملين في تلك القنوات. الحلقة الأكثر إثارة في برامج الكاميرا الخفية في الشهر الماضي، عرضتها قناة الصحراء، حينما خصصت برنامج «مقالب للشعراء»، وجميع مقالبهم نجحت باستثناء واحد، إذ تحولت لحظات تلك الحلقة إلى مميتة بالنسبة لمذيع البرنامج، ومعدية، بعدما استفزوا ضيفهم، الذي أشهر سلاحاً حقيقياً كان يخبأه في قدمه، الأمر الذي دفع بأكثر من عامل في القناة التدخل، ومنعه من إطلاق الرصاص. وبحسب عاملين في قناة «الصحراء» فإن المسدس الذي يحمله الشاعر لم يكن فيه طلقات حية، بل إنه مقلباً اتفق عليه مذيع في القناة، لإحراج زملائه الذين يتولون إعداد وتقديم برنامج «الكاميرا الخفية»، لوضعهم في موقف محرج أمام المشاهدين. وفي قناة «الأماكن» ظهر شاعرآخر يحمل سلاحه في وجه مذيع البرنامج، بحجة أنه استفزه أمام المشاهدين، والأسئلة التي يقدمها له «سخيفة»، ما دفعه إلى اللجوء لاستخدام العنف، وتأديب المذيع المتطاول عليه، بحسب كلامه. من جانبه، قال اختصاصي علم النفس الإكلينيكي طلال الثقفي ل«الحياة»: «برامج الكاميرا الخفية تتعامل مع شخصيات مختلفة، وبعضها غير ثابتة، فمن الصعب على المذيع التعامل مع أناس لا يعرف نفسياتهم، وقد يكونوا غير متهيئين لاستقبال الموقف، ما يجعلهم يتعاملون بتلقائية»، لافتاً إلى أنه من الطبيعي أن تصدر ردة فعل قوية وغير متوقعة من ضيوف مثل تلك البرامج، التي قد تؤثر على نفسية الضيوف. من جهته، قال الإعلامي حمد فرحان ل«الحياة»: «من المفترض أن الكاميرا الخفية لا تكون مع أي شخص، لأنها في الواقع تشهد عراكاً بين المذيع والضيف، وهذا ما دفع معظم القنوات إلى اللجوء للتمثيل في برامج الكاميرا الخفية، خصوصاً عندما يكون الضيوف من المشاهير»، لافتاً إلى أن الشعراء أكثر جدية من غيرهم، ولهذا ينفعلون بسرعة. وشدد على وجود ضوابط لعمل برامج الكاميرا الخفية، لاختيار ضيوفها، وليس عملها مع أي شخص كان، لأن عواقبها قد تكون خطرة على طاقم العمل في البرنامج.