اندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر الصحوة في منطقة الفضل (وسط بغداد) وقوات الامن العراقية اسفرت عن مقتل شخصين واصابة 6، إثر اعتقال قائد «قوات الصحوة» في المنطقة عادل المشهداني وأحد مساعديه، فيما شوهدت المروحيات الاميركية تجوب سماء مناطق الفضل وباب المعظم والكفاح وسط العاصمة. وهذه المرة الاولى التي تدور فيها اشتباكات بين العراقيين في بغداد منذ عام على الاقل. وذكر زعيم صحوة التاجي العقيد سعيد عزيز سلمان ان «اسباب اندلاع المواجهات جاءت على خلفية اعتراض زعيم صحوة الفضل على اعتقال قوات الامن بعض عناصر فصيله»، فيما أعلن الناطق باسم خطة امن بغداد اللواء قاسم عطا ان «قوة خاصة اعتقلت قائد قوات الصحوة في منطقة الفضل عادل المشهداني وأحد مساعديه بعد ظهر السبت تنفيذاً لمذكرة قضائية صادرة بحقهما». واضاف عطا انه «جراء عملية الاعتقال اندلعت اشتباكات بين القوات العراقية وجماعات مسلحة في المنطقة لم تسفر عن وقوع ضحايا». واشار الى ان «عملية الاعتقال تمت وفق مذكرة قضائية قانونية». وذكرت مصادر ان «شخصين من المارة قتلا واصيب ستة اشخاص آخرين في مواجهات بدأت فور شيوع نبأ اعتقال قائد قوات الصحوة في منطقة الفضل» الشعبية الفقيرة. وفرضت قوات الامن طوقاً على المنطقة، وسمع دوي اطلاق نيران اسلحة ثقيلة، كما شوهد قناصة للجيش العراقي فوق اسطح المباني المحيطة بالمنطقة، فيما ذكر شهود من اهالي المنطقة ان «قوات اميركية شاركت في عملية اعتقال المشهداني»، في ظل تحليق المروحيات الاميركية في سماء مناطق الفضل وباب المعظم والكفاح وسط العاصمة. وذكر سلمان في اتصال مع» الحياة» ان «قوات الامن لم تقصد المشهداني، لكنها وبحسب مذكرات الاعتقال حاصرت بعض مداخل حي الفضل لاعتقال مطلوبين». وأضاف ان «زعيم الصحوة هناك رفض تنفيذ مذكرات الاعتقال ما اسفر عن اشتباكات بينه والعناصر الامنية التي بادرت بدورها الى اعتقاله ومجموعة من انصاره المطلوبين». وتابع ان «عملية الاعتقال اثارت استياء عناصر الصحوة فضلاً عن بعض ابناء الفضل الذين فضلوا استعمال السلاح للتعبير عن غضبهم ازاء اعتقال زعيمهم». وزاد «سرعان ما تطور الامر لتتحول الفضل الى ساحة مواجهات عسكرية حقيقية بين الصحوة ورجال الامن، ما استدعى تدخل القوات الاميركية لانهاء الاشتباكات». واضاف ان «المشهداني لم يحسن التصرف لأنه رفض تنفيذ اوامر قضائية دفاعاً عن عناصر قد تكون متورطة بالفعل بجرائم عنف ضد الابرياء». وكان المشهداني شارك قبل اربعة ايام في مصالحة احياء الفضل وابو سيفين والصدرية والشيخ عمر وباب الشيخ، الواقعة في جانب الرصافة (غرب دجلة) وسط بغداد. وكانت الفضل حتى وقت قريب احدى المناطق الساخنة التي يتعذر الدخول اليها بعدما اتخذت «القاعدة» منها معقلاً لها، لكن قوات الصحوة بقيادة المشهداني انقلبت على «القاعدة» اعتباراً من تشرين الاول (اكتوبر) 2007 واستطاعت طردها من المنطقة تماماً.